التأمت بمقر حزب الاستقلال بمدينة شفشاون يوم السبت 31 مارس 2018 ، أشغال المجلس الإقليمي للحزب تحت شعار: ” من أجل رؤية جديدة للعمل السياسي والحزبي “، ترأسه عضو اللجنة التنفيذية للحزب الأخ الدكتور عبد الجبار الراشدي وبحضورالإخوة: إسماعيل البقالي، البرلماني عن دائرة إقليم شفشاون ومرزوق مخلوف الكاتب الإقليمي للحزب وفؤاد الخنيفي المفتش الإقليمي للحزب وحضور العديد من المناضلين والمناضلات.
وفي كلمته الترحيبية أشار المفتش الإقليمي للحزب الأخ فؤاد الخنيفي إلى أهمية انعقاد المجالس الإقليمية في حياة الحزب وما تشكله من ركيزة أساسية ومحورية لمتابعة قضايا المواطنات والمواطنين بكل الجماعات، وأيضا في إطار التواصل المستمر والدوري مع كل الفعاليات الحزبية، من أجل امتدادات أكبر لرسالة الحزب والإنصات إلى انشغالات الساكنة. كما قدم المفتش الإقليمي عرضا تمحور على الجانب التنظيمي خلال دورتي المجلس الإقليمي، مشددا على المزيد من رص الصفوف.
ومن جانبه قدم الكاتب الإقليمي للحزب الأخ مرزوق مخلوف تقريرا هم الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئيةالتي يعرفها إقليم شفشاون ،حيث أكد على أن الاقليم يتوفر على العديد من المؤهلات الطبيعية ، مما يؤهله في أن يأخذ الصدارةكباقي الأقاليمبالمملكة. وتوقف الأخ مخلوف على العديد من الانتظارات التي يتطلع إليها السكان مشددا في ذات السياقعلى ضرورة العمل لربط الإقليم بمحاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإيلائه العناية التي يستحق، وجعله في أجندة المسؤولين المركزيين وإخراجه من التهميش وفك العزلة عن سكانه..
وأشار النائب البرلماني عن إقليم شفشاون الأخ إسماعيل البقالي في كلمته إلى أن حزب الاستقلال، حزب المؤسسات، وحزب استقلالية القرار وحزب يؤمن بتجديد النخب والمنفتح على وضوح الرؤى المنهج. وأكد الأخ البقالي على أهمية التعاقد الذي يجمع الحزب بمناضليه وبكل المواطنين ، متوقفا على البرنامج الذي سطره الحزب إقليميا من خلال عقد العديد من الاجتماعات التواصلية، في سياق متابعة قضايا وانشغالات المواطنين عن قرب والدفاع عنها وإيجاد الحلول الملائمة لها. وأضاف البقالي بأن إقليم شفشاون يتوفر على خاصية مهمة وبالتالي يجب أن يحظى كباقي الأقاليم الأخرى بمجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا على أن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية يدافع بشكل مستمر عن جهة طنجة تطوان الحسيمة ومنها إقليم شفشاون الذي أصبح وأكثر من أي وقت مضى، يحتاج إلى جيل جديد من المشاريع ،على مستوى الطرق والصحة والماء الشروب والتعليم والبنيات التحتية، والتي من شأنها أن تخرجه من الانتظارية وتعمل بالتالي على دفع عجلة التنمية به.
وفي عرضه السياسي والتنظيمي الهام، أشار الأخ عبد الجبار الراشدي عضو اللجنة التنفيذية للحزب، إلى أن حزب الاستقلال الآن يشتغل برؤية جديدة للعمل التنظيمي أساسها التعاقدموضحا أن الحزب قام بدراسة ميدانية حول التنظيم الحزبي ومن خلاصاتها الأساسية ضرورة إعادة الهيكلة وتطوير آليات العمل السياسي، مضيفا أن الحزب منكب على تأسيس عمل قاعدي حقيقي الشيء الذي حدا باللجنة التنفيذية للحزبفي أن تجعل من سنة 2018، سنة لتنظيم البيت الداخلي وفق أهداف واضحة ومحددة ووفق مرتكزات متينة، متوقفا على عدد من الالتزامات في هذا الصدد بما فيها منطق المحاسبة.
وقال الراشدي إننا اليوم مدعوون إلى العمل بمفهوم الخلايا والدوائر في الأحياء، وكذا الانفتاح على كل الطاقات التي من شأنها تعزيز مكانة الحزب والدفع برسالته إلى الأمام باعتبار أن الوعاء التنظيمي يسع الجميع وبالتالي يجب فتح قنوات للحوار مع المواطنات والمواطنين. وحدد الأخ المبعوث رؤية الحزب وفق آليات عملية خمسة تعد من الاختياراتالكبرى، منها الحكامة الحزبية وتقوية رصيد المصالحة وإرجاع الثقة للبيت الاستقلالي.. فضلا عن العودة إلى القيم والمرجعيات الاستقلالية، مؤكدا أن الحزب يتوفر على رصيد فكري ضخم ومهم وجب العمل بمضموناته وأهدافه .
واستطرد الراشدي إلى أن حزب الاستقلال هو ضمير الأمة وتولد من رحم الحراك المجتمعي منذ الاستعمار، وزاد إلى أن حزبنا العتيد يرتكز في أفقه السياسي على منطق قيمي في إطار تقاسم القيم والمبادئ، مواصلا عرضه بالقول أن الزعيم علال الفاسي ترك إرثا حقيقيا وألمعيا واستثنائيا، ظل في مساراته دائما، منفتحا على الفكر التجديدي والمتطلع.
فحزب الاستقلال يضيف الراشدي، تأسس على مبادئ الإسلام والملكية والوحدة الترابية والإنسية المغربية والاختيار الديمقراطي، وواصل، أن الدفاع عن قضايا المواطنين كانت وستبقىمشدودة إلى قيم الصراحة والوضوح، بل تعد أساسية وهي من صلب العمل السياسي، مشيرا أن الدستور المغربي أعطى للأحزاب أدوارا محورية في التأطير.
وتوقف الأخ المبعوث على معيقات العمل السياسي ببلدنا، محللا العوامل التي عملت على ضعف الأحزاب، وموضحا أن من بين أهداف اللجنة التنفيذية الحالية، تقوية الحزب وصون رصيده وإعطاء السياسة المعنى والمصداقية. كما توقف الأخ الراشدي على حكومة الأخ الأستاذ عباس الفاسي التي تعاقدت مع الشعب المغربي وقامت بخطوات كبرى في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومنها إخراج نظام راميد والتخفيض الضريبي وحماية القدرة الشرائية والزيادة في الأجور ومأسسة الحوار الاجتماعي… مشيدا بالحصيلة التي قدمها الحزب آنذاك من خلال كتيب يوضح بالتفاصيل الحصيلةالايجابية ، وما تم القيام به ، تلك الحصيلة التي تجاوزت 80 في المائة مما التزم به الحزب ، رغم عدم استكمال الحكومة لولايتها الانتخابية.
وحلل الأخ الراشدي مجريات الوضع السياسي الحالي ، مضيفا أن ضعف الثقة بين المواطن والمؤسسات المنتخبة، أضحت من العوامل التي تنخر العمل السياسي ، الشيء الذي يدعو الأحزاب إلى إعادة الثقة في المؤسسات لتقوم بأدوارها وتقوية المشاركة السياسية. وعرج الأخ الراشدي على الجانب الاقتصادي ببلدنا، موضحا أن الاقتصاد الوطني يعرف صعوبات حقيقية باعتبار النموذج التنموي وصل إلى مداه كما قال جلالة الملك في خطابه أمام البرلمان، مما يستدعي ربط الثروة بالحاجيات الأساسية لتحريك عجلة الاقتصاد وخلق المزيد من فرص الشغل.. كما توقف عضو اللجنة التنفيذية على منظومة التربية والتعليم التي تحتاج إلى مجهودات كبرى وأكثر فاعلية للارتقاء بالعملية التربوية، خاصة وأن التقارير الدولية تدرج المغرب في مراتب متدنية .. وزاد الراشدي في سياق عرضه السياسي، التوقف على معيقات محاربة الرشوة التي تكلف الاقتصاد الوطني الكثير، قائلا بأن مجلس المنافسة لايشتغل ولايقوم بأدواره في حماية المواطن.
واستحضر الأخ المبعوث مضامين دستور سنة 2011 الذي جاء بمكاسب مهمة ، تحتاج إلى التفعيل والأجرأة وبالتالي فحزب الاستقلال اليوم يحث على وضع استراتيجية لمناقشة التوجهات والاقتراحات الكبرى للمغرب والإبداع في مشروع النموذج التنموي من جديد لإخراج بلدنا من الوضعية الحالية والقطع مع المسار الذي ذهب فيه الاقتصاد الوطني وتجاوز إعادة إنتاج الأزمة والقطع مع الأساليب السلبية لتدبير الشأن العام ومع أسلوب المغرب النافع وغير النافع. واقترح الراشدي تمكين الشباب من عديد أراضي الدولة بأثمنة رمزية للقيام بمجموعة من المشاريع أو المقالات وخلق تعاونيات في المجال الفلاحي والصيد البحري وغيرها من المشاريع لخلق فرص للشغل وإدماج الفئات الشبابية في أخذ المبادرة.
وانتقد الأخ الراشدي في عرضهطريقة تدبيربعض الجماعات الترابية والجهات، التي تخضع لسوء تدبير الميزانيات وتشتغل بمنطق سياسوي ضيق وللتابع والمتبوع ، مشددا إلى أننا مدعون جميعا لإخراج البلد من هذا المنعطف إلى إطار التطلع والاستقرار والديمقراطية والتنمية الحقيقية وتجويد وتحسين الخطاب السياسي وصون كرامة المواطن ،حتى تعود الثقة بين المواطن والمؤسسات السياسية والمنتخبة.
وعرفت أشغال المجلس الإقليمي نقاشات مستفيضة ارتكزت على الصراحة والنقد الذاتي والتي تطلعت إلى ضرورة تطوير البنيات التحتية بالإقليم في كافة المجالات ورفع التهميش والعزلة عن السكان وإعطاء الإقليم العناية التي يستحق.
المراسل