في إطار الدينامية التنظيمية التي يشهدها الحزب، ترأس الأخ عبد الجبار الراشدي عضو اللجنة التنفيذية والمنسق الجهوي لحزب الاستقلال، يوم السبت 6 أكتوبر 2018 بمدينة طنجة، المؤتمر المحلي لتجديد فرعي الحزب في كل من طنجة المدينة والسواني، وذلك تحت شعار "بالتأطير السياسي للشباب نساهم في التنمية وتعزيز القيم وحب الوطن ".
وحضر هذا اللقاء عضو اللجنة التنفيذية، الأخ "يوسف أبطوي والمفتش الإقليمي لحزب الاستقلال " الأمين بنجيد، ونائبه عبد المجيد دبون، إلى جانب المفتش الإقليمي لفحص أنجرة"عبد الله الهيشو، والكاتب الإقليمي الدكتور جمال بخات، وأعضاء المجلس الوطني للحزب، وأعضاء الدوائر الحزبية بمنطقتي السواني وطنجة المدينة.
وقد افتتح المؤتمر المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال بطنجة أصيلة الأخ الأمين بنجيد بكلمة ترحيبية شكر فيها مجهودات اللجنة التحضيرية وكل المساهمات والمساهمين في إنجاح محطات تكوين الخلايا والدوائر الحزبية، والاستقطابات الجديدة الشبابية والنسوية، مذكرا بالاهتمامات الشخصية للأخ الأمين العام للحزب، الدكتور نزار بركة بجاهزية وافتتاح المقر الجديد بحي البرانص، والسهر والتتبع اليومي للأخ المنسق الجهوي لكل مراحل تهييئه لاحتضان كافة الاجتماعات و الاستحقاقات الحزبية.
و بعد الكلمة الترحيبية للأخ الكاتب الإقليمي الدكتور جمال بخات، و المثمنة لأشغال اللجن التحضيرية الناجحة في تدبير مراحل تكوين الدوائر، استمع الحاضرون للتقريرين المفصلين لمنسقي اللجنة التحضيرية لفرع طنجة المدينة الأستاذ عمر اطريمني، وفرع السواني الأخ رشيد خضور ، أكدا فيها المرجعيات القانونية، والتنظيمية لتجديد الفروع، والاجتماعات المكثفة بمجموعة من الأحياء المخصصة لتكوين الدوائر الحزبية، التي تميزت بالحضور النوعي والشبابي والنسوي وبالمداخلات التفاعلية المواكبة للمستجدات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها تلك المناطق..
وفي كلمة حماسية موجزة ، دعا الأخ يوسف أبطوي عضو اللجنة التنفيذية للحزب إلى ضرورة التفاف شباب طنجة حول حزب الاستقلال، كمؤسسة سياسية تخدم مصالح الساكنة، والشأن العام المحلي بشكل دائم، ولا يقتصر عملها على الأيام الانتخابية، كالدكاكين السياسية المعروفة، مشيرا إلى أن مجموعة من المشاكل الاجتماعية التي ساهمت في ظاهرة الهجرة السرية الخطيرة التي ذهبت ضحيتها المرحومة " حياة " التي كانت ضحية سياسة اجتماعية فاشلة.
وتميزت هاته المحطة التنظيمية الهامة بكلمة الأخ عبد الجبار الراشدي، التي استعرض في مستهلها الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ببلادنا، معتبرا أن الوضع السياسي العام يلفه الكثير من الغموض والضبابية، بعد أن أصبح الفاعل السياسي غارقا في متاهات لا تنتهي، من خلال انشغاله بالقضايا الهامشية، على حساب القضايا ذات الأولوية.
وسجل الأخ الراشدي بامتعاض البطء الكبير المسجل في وتيرة الإصلاح، وغياب رؤية مندمجة للحكومة في وضع وتنفيذ المبادرات والأوراش التنموية المعلن عنها، بالإضافة إلى الانتظارية والتردد التي أصبحت سمات تطبع ضعف الأداء الحكومي في تدبير الشأن العام مع الارتباك المتزايد في صفوف الأغلبية الحكومية.
وأشار الأخ عبد الجبار الراشدي إلى أن بلادنا تشهد تزايد حدة الاحتقان الاجتماعي مع تصاعد الاحتجاجات في عدد من المدن، مما أعاد إنتاج شبح ظاهرة الهجرة من جديد، حيث لم تعد تقتصر على الشباب العاطل الذي أصبح يعيش حالة من اليأس والإحباط، ويفضل المغامرة بحياته عوض البقاء رهينة في يد حكومة عاجزة على توفير الشغل وضمان كرامته، بل امتدت لتشمل هجرة الأدمغة المغربية إلى الخارج حيث تخسر بلادنا موارد ومقدرات بشرية هائلة ما أحوج الوطن إليها.
وأوضح الأخ الراشدي أن حزب الاستقلال يعتبر أن التظاهر السلمي حق مشروع للتعبير عن مطالب اجتماعية واقتصادية ولكنه لا يمكن أن يقبل مطلقا القيام بأعمال وممارسات تمس بالثوابت الوطنية أو ترديد بعض الشعارات الماسة بالشعور الوطني وبالمؤسسات حيث تعتبرها عملا مرفوضا أخلاقيا وسياسيا.
وعلى المستوى الاقتصادي، سجل الأخ عبد الجبار الراشدي حالة الركود الاقتصادي التي أصبحت تعاني منه بلادنا، جراء تراجع الثقة في مناخ الأعمال، والمستوى القياسي لإفلاس المقاولات المغربية، ما يؤشر على وضع مقلق للنسيج المقاولاتي الوطني، وتراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب.
وأبرز الأخ الراشدي أن هاته المعطيات السالفة الذكر تؤكد وصول النموذج التنموي الحالي إلى مداه وأنه أصبح غير قادر على إنتاج الثروة، لهذا دعا جلالة الملك في خطابه الافتتاحي للدورة الخريفية للبرلمان السنة الماضية إلى بلورة نموذج تنموي جديد، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال بلور تصوره للنموذج التنموي الجديد الذي يقترحه للخروج من هاته الأزمات المتلاحقة وتحقيق التنمية المنشودة.
كما أشار الأخ عبد الجبار الراشدي إلى ضعف دور الوساطة لدى الأحزاب السياسية واستمرار استهدافها وإشكالية الدعم المالي للأحزاب، ومشكل العزوف عن المشاركة السياسية، في تزامن مع بروز فاعلين جدد في الفضاء العام، مؤكدا أن الحاجة ملحة إلى تعاقد سياسي جديد وفق مشروع مجتمعي متفق عليه يحقق القطيعة مع اختلالات المراحل السابقة والقطع مع حالة المتاهة السياسية.
ودعا الأخ الراشدي إلى إعادة النظر في القانون التنظيمي للأحزاب، ومراجعة منظومة دعم الأحزاب السياسية، إلى جانب مراجعة نمط الاقتراع، وتحقيق المصالحة السياسية بين الدولة والأحزاب، وتمكين الأحزاب من آليات الاشتغال ومن الولوج الحر والمنصف لوسائل الإعلام العمومية.
وعلى المستوى التنظيمي، جدد الأخ عبد الجبار الراشدي تذكيره بتوجيهات قيادة الحزب الرامية إلى جعل سنة 2018 سنة تنظيمية بامتياز عبر تسريع وتيرة استكمال تأسيس الفروع وتجديدها إلى جانب تأسيس وتجديد الهياكل والتنظيمات الموازية للحزب بكافة الجماعات المحلية التابعة للإقليم.
كما حث الأخ الراشدي مناضلي ومناضلات الحزب بالإقليم على توحيد الجهود لتطوير العمل الحزبي بما يخدم بالملموس المواطنات والمواطنين ويسهم في إيجاد حلول لمشاكلهم اليومية، مؤكدا على ضرورة التنزيل الترابي للاستراتيجية الجديدة للنهوض بأداء الحزب "2017 - 2021" انطلاقا من العمل بمفهوم الخلايا والدوائر الحزبية بالأحياء.
وأبرز الأخ عبد الجبار الراشدي أن حزب الاستقلال منفتح على كل الطاقات التي من شأنها تعزيز مكانته الريادية بالمشهد السياسي محليا، جهويا ووطنيا، والدفع برسالته إلى الأمام، معتبرا أن الوعاء التنظيمي للحزب يسع الجميع وبالتالي يجب فتح قنوات للحوار مع المواطنات والمواطنين، وتجديد الصلة بقدماء مناضلي الحزب وذويهم.
كما جدد الأخ الراشدي التذكير باعتماد الحزب لمقاربة جديدة تتخذ من التعاقدات كمنهجية للعمل الحزبي مع جهاز المفتشين ومختلف منظمات الحزب، ومن الحكامة كمبدأ لتدبير شؤون الحزب ومن التشبع بالفكر الاستقلالي التعادلي كقاعدة للترافع عن المواطنين والمواطنات.
وعلى مستوى التكوين والتأطير، أكد الأخ عبد الجبار الراشدي أن قيادة الحزب صادقت على مشروع إنشاء أكاديمية حزب الاستقلال للدراسات والأبحاث، والتي تعتبر آلية مفصلية لإنتاج الأطر والكفاءات الحزبية التي بإمكانها المساهمة في بلورة المواقف والتصورات ورسم خارطة الطريق القادرة على ربح رهانات المستقبل.