الأخ عزيز هيلالي يترأس دورة المجلس الإقليمي لمدينة سلا

انعقد المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال لمدينة سلا في دورته العادية، برآسة الأخ عزيز هيلالي عضو اللجنة التنفيذية للحزب والمنسق الجهوي لإقليمي سلا والقنيطرة، إلى جانب الأخ شيبة ماء العينين عضو اللجنة التنفيذية، والكاتب الإقليمي الأخ محمد الكيحل، وبحضور كل تنظيمات الحزب من مكاتب الفروع وهيآته الموازية وروابطه المهنية، تحت شعار “تعبئة مستمرة لكسب رهان التنمية المستدامة”، ذلك يوم الخميس 15 مارس 2018 بمقر الحزب بباب احساين سلا.
وانطلقت أشغال هذا اللقاء بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح مناضلي حزب الاستقلال الذين وافتهم المنية ما بين الدورتين، بعد ذلك تدخل الأخ شيبة ماء العينين مقدما المفتش الأخ محمد توفيق بنعمر، الذي تم تعيينه من طرف قيادة الحزب على إقليم سلا، موجها التحية للحضور، ومبلغا تحيات الأمين العام لحزب الاستقلال لكل مناضلي ومناضلات الحزب بمدينة سلا المجاهدة.
وتحدث الأخ شيبة عن التدابير الجديدة التي اعتمدتها القيادة بعد المؤتمر السابع العشر، بخصوص تقديم ملفات الترشيح لمؤسسة المفتشين واختيارهم وتعيينهم، حيث ترتكز تحمل المسؤولية من قبل المفتش على تعاقد بينه وبين قيادة الحزب، تحت إشراف المنسق الجهوي للحزب، وهذا التعاقد الذي هو كذلك خطة عمل من أجل التأطير والتنظيم والتنسيق بين هيآت الحزب داخل الإقليم، وكذا السهر على تنزيل مقررات الحزب من هيآته التقريرية واللجنة التنفيذية، على أرض الواقع، وتعزيز تواجده بالأطر والكفاءات المؤمنة بمبادئه وتوجهاته ومن أجل خدمة المواطنين وتأطيرهم والإنصات لهمومهم، وطرح حلول وبدائل للإشكاليات المعاشة.
بعد ذلك تناول الكلمة الأخ الكاتب الإقليمي الحاج محمد الكيحل، مشددا على ضرورة وحدة الصف وانخراط جميع  المسؤولين الحزبيين والمناضلين من أجل النهوض بالحزب على صعيد مدينة سلا، والعمل إلى جنب المفتش لتحقيق الأهداف المسطرة وضمان احتلال الحزب للمكانة التي يستحقها داخل المدينة.
وانتقل  الأخ الكاتب الإقليمي إلى الحديث عن حصيلة العمل الجماعي، مشيرا إلى  الوضعية الهشة وضعف الانجازات والتجهيزات والمرافق، حيث أصبحت المدينة تحت رحمة لوبيات العقار، موضحا أن المدينة عاشت ولمدة طويلة دون تصميم للتهيئة، مما دفع المكتب الإقليمي إلى تنظيم مائدة مستديرة حل مشروع تصميم تهيئة المدينة العتيقة لسلا.
وأضف الكاتب الإقليمي أن وضعية الصحة مقلقة ولم يتم بعد افتتاح المستشفى الإقليمي الجديد ، حالة الطرقات شبه كارتية، كما أن التعليم  يعرف وضعية صعبة والتشغيل الغائب مع انعدام الاستثمارات، وأكد على ضرورة تجديد جل تنظيمات الحزب بالمدينة.
وتدخل الأخ محمد توفيق بنعمر المفتش الجديد لمدينة سلا، موجها الشكر للحضور على ولجميع الذين هنأوه، معتبرا أن المهمة التي اصبح يتحملها تعتبر تكليفا وأمانة وتكليفا تفرض عليه العمل بتفاني لكي يكون في انتظارات المناضلين والمناضلات والقيادة الحزبية، من أجل خدمة المواطنين وضمان الإشعاع لحزب الاستقلال.
ثم تناول الكلمة الأخ عزيز هيلالي عضو اللجنة التنفيذية والمنسق الجهوي  للحزب بإقليمي سلا والقنيطرة، الذي نقل بداية تحيات الأخ الأمين العام لمناضلي ومناضلات الحزب بالمدينة، واستعداده التواجد معهم كلما دعت الضرورة لذلك، كما ذكر بنجاح المؤتمر السابع العشر للحزب، ومساهمة الجميع في بصم مخرجاته، وكسب رهان الديمقراطية الداخلية، وانتخاب قيادة جديدة، التي عملت طيلة مدة خمس أشهر بعد المؤتمر على تنزيل تلك المخرجات، إلى برامج عمل لكي ينخرط جل الاستقلاليين والاستقلاليات في مناقشة وطرح أفكار جديدة تتماشى مع المنهجية الجديدة، لكي تسرع خطى انجازها ميدانيا.
وذكر الأخ المنسق أن هناك  ثلاثة محاور أساسية بالنسبة للمجلس الإقليمي، أولها الوضع العام للبلاد وخصوصا أن الحزب على بعد شهر من عقد محطته التنظيمية المهمة وهي دورة المجلس الوطني، حيث يجب عليه اتخاذ موقف من الحكومة بناء على تقييم موضوعي وعميق. وكذلك الوضع العام الاقتصادي حيث انخفض معدل النمو إلى 2.5 في المائة، ارتفاع معدل البطالة وخصوصا بالنسبة لحملة الشواهد، واتساع الفوارق الاجتماعية والمجالية، وتفشي الأمية وخصوصا عند المرأة، ووجود حوالي  2.7 مليون مواطن تحت عتبة الفقر، وغياب الحكامة والتدبير الجيدين للشأن العام، ثم المشهد السياسي الذي أصبح غير قادر على استقطاب الشباب، والذين  هم رهان المستقبل، كما أن الأحزاب السياسية شابتها الانتهازية والتسلط واستغلال الفرص، حتى أصبحت غير قادرة على القيام بدورها الأساسي في تأطير وحل مشاكل المواطنين، ويضيف الأخ عزيز الهيلالي أن الفساد الانتخابي صار متفشيا مع سيطرة المال والنفوذ، وهناك علامات استفهام كبيرة حول القرار الحزبي واستقلاليته، مع وجود حكومة بطيئة عرفت تدبدبا في تأسيسها، وزلزالا بعد ذلك، وغياب التنزيل الحقيقي للدستور والقوانين التنظيمية له.
وانتقل الأخ عزيز هيلالي إلى الحديث ممارسة الفعل السياسي، مبرزا أن المجتمع المغربي عرف تحولات كثيرة، انطلاقا من ازدياد اهتمامه بالقرارات السياسية وتبعه لأخبار الحكومة ومواقة القيادات الحزبية، مما جعل منسوب الوعي يرتفع لدى المواطنين، وسقف المطالب يرتفع، موضحا أن ذلك يقابله عزوف كبير بالنسبة للممارسة السياسية، وظهور الخطابات الشعبوية، وشخصنة التدافع السياسي، وبطء في تجديد وتشبيب النخب السياسية، وضعف البعد الاستراتيجي للأحزاب في حل مشاكل البلاد، وفي هذا السياق اوضع الأخ هلالي سؤالا جوهريا عريضا، ماذا يمكن لحزب الاستقلال أن يقدم للخروج من هذا النفق؟،

وأبرز الأخ المنسق أنه يجيب أولا: الرجوع للمرجعية الفكرية للحزب الغنية بالعطاء، مع ضرورة التجديد والاجتهاد على مستوى التنظير والممارسة، وينبغي ثانيا:رد الاعتبار للمناضل داخل الحزب، حيث أن ثقة المواطن في الأحزاب رهينة بمكانة المناضل داخل الجسد الحزبي، مع الابتعاد عن خدمة المصالح الذاتية والضيقة، ويقتضي الأمر ثالثا: إرساء علاقة احترام بين كل الفاعلين السياسيين، حيث إن قيادة حزب الاستقلال قررت فتح حوار ونقاش مسؤول حول القضايا الكبرى للبلاد مع جميع الفرقاء السياسيين، ويجب رابعا: استرجاع ثقة المواطنين في العمل السياسي والحزبي، من خلال الوفاء بالوعود والالتزامات، واعتماد مبدأ التعاقد في كل المسؤوليات داخل دواليب الحزب وبالنسبة للمؤسسات المنتخبة. وأكد الأخ هيلالي أن معالجة العديد من الإشكالات الاقتصادية والاجتماعية تتطلب اعتماد برنامج تنموي جديد وتحديد سياسة عمومية مندمجة موجهة للشباب، انطلاقا من الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح البرلمان، موضحا أن حزب الاستقلال بادر إلى إحداث لجنتين في الموضوع، من أجل إعداد تصوره بهذا الخصوص، مشيرا إلى  أن هناك الصيغة الأولى لتصور الحزب حول مشروع البرنامج التنموي الجديد، وهي مبنية على ستة أفكار : اعتماد حكامة ناجعة مع الحرص على تقوية الديمقراطية، وجعل التشغيل في قلب السياسات العمومية، وتحسين جاذبية وتنافسية الاقتصاد الوطني، وتنمية الطبقة الوسطى ومحاربة الفقر، والانخراط الإرادي في التكنولوجيا الحديثة، وتأهيل المقومات الأساسية للتنمية البشرية مع إعطاء الأولية للتربية والصحة ومساواة النوع وحماية البيئة.
بعد ذلك انتقل الأخ عزيز هيلالي للمحور الأخير الذي يهم  آلية اشتغال الحزب وبرنامج المرحلة المقبلة، حيث أكد أن قيادة الحزب وضعت خمس أهداف استراتيجية، أولها تقوية رصيد المصالحة واسترجاع الثقة للمناضلين داخل الحزب من أجل وحدته ومصلحته، ثانيا تثمين واستثمار وإغناء المرجعية الفكرية لحزب الاستقلال، ثالثا اعتماد حكامة داخلية ناجعة في تسيير دواليب الحزب من أجل ضمان الجودة، رابعا جعل خدمة المواطن هدف جوهري في برامج الحزب، خامسا تقوية مكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني. ومن أجل تحقيق هته الأهداف يضيف الأخ منسق الحزب أن للقيادة رؤية بسيطة لتحقيق تلك الأهداف، أولها عمل القرب مع المواطن، ثانيا الترافع في قضايا المواطنين من أجل الرقي بالنقاش العمومي، ثالثا العمل من أجل جلب تدابير عملية وحلول ناجعة، وكذلك التعاقد في كل المهام الحزبية. وهنا جدد التأكيد أن سنة 2018 هي سنة التنظيم وتجديد جميع هياكل الحزب بكافة فروعه وهيآته ومنظماته الموازية. ومن أجل تحقيق ذلك حدد خمس مرتكزات وهي عدم إقصاء أي عضو استقلالي والتواصل الداخلي مع تحديد الدوائر حسب التقطيع المناسب، وضمان النزاهة والتوافق والديمقراطية في كل هذه المراحل، حتى يتمكن الحزب من خوض غمار استحقاقات 2021، ويتبوأ موقع الصدارة في المشهد السياسي، محددا  أول نقطة لخارطة الطريق للمرحلة القادمة والمتمثلة في جعل الحزب على المستوى الإقليمي عبارة عن مشتل لإنتاج الأطر والكفاءات، لضخ دماع جديدة في هياكل الحزب، وذلك بمعية الأخ المفتش وكل المسؤولين الحزبيين بسلا المجاهدة.ودعا الأخ هيلالي المناضلين بسلا إلى أن يعملوا على بلورة موقف موحدا للدفاع عنه أمام برلمان الحزب في مختلف القضايا الوطنية بشكل عام ، وتلك التي تهم مدينة سلا بشكل خاص..