ترأس الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم الاثنين 8 أبريل 2019 بمدينة بوجدور، لقاءا تواصليا هاما مع مناضلات ومناضلي ومنتخبي الحزب وساكنة إقليم بوجدور، ضمن المحطة الثالثة للجولة التواصلية التي تقوم بها قيادة الحزب والفريق البرلماني الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلسي النواب والمستشارين بالأقاليم الجنوبية للمملكة أيام 6 - 7 - 8 - 9 أبريل الجاري، وذلك بحضور وازن لأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، وبرلمانيي الحزب بالمجلسين، وحشد غفير من ساكنة إقليم بوجدور حجت من مختلف الجماعات الترابية التابعة لها.
في كلمة ترحيبية، أكد الأخ عبد العزيز أبا المفتش الإقليمي للحزب والنائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي، أن هذا اللقاء التاريخي سيبقى موشوما في ذاكرة الاستقلاليات والاستقلاليين ببوجدور، مشيرا إلى أن هذا الحضور القياسي والنوعي للمناضلين ولساكنة إقليم بوجدور، دليل واضح على صلابة وقوة ووحدة الحزب بالإقليم.
ومن جهته، سجل الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية ومنسق الحزب بالجهات الجنوبية الثلاث، أن هذا اللقاء المفتوح مع قيادة حزب الاستقلال يأتي في إطار الجولات التواصلية التي يقوم الحزب في عدد من أقاليم المملكة من أجل تجديد التواصل مع المناضلين والمناضلات وعموم المواطنين، من أجل الإنصات إلى همومهم والإضطلاع عن قرب على حاجياتهم وانتظاراتهم.
وأبرز أن اللقاءات الجماهيرية الحاشدة التي عقدها الحزب بأقاليم العيون، السمارة وبوجدور تؤكد بوضوح تمسك الأغلبية الساحقة من ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة بوطنهم الأم المغرب، مشددا على أن الحل الوحيد لقضية الصحراء المغربية، هو الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، بما يتيح لأبناء الأقاليم الجنوبية العيش بعزة وكرامة في ظل الاستقرار والتنمية.
وأكد الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد أن الأقلية التي تدعم الانفصال لا ينبغي بأي شكل من الأشكال أن تفرض رأيها على الأغلبية الساحقة التي تتمسك بوحدة المغرب من شماله إلى جنوبه، موضحا أن جلالة الملك محمد السادس ما فتئ منذ توليه العرش يولي عناية خاصة بالأقاليم الجنوبية، وهي العناية التي أثمرت مشاريع و أوراش كبرى، أعطت لعجلة التنمية والتقدم قوة مضاعفة، داعيا بالمناسبة الحكومة إلى الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة، والعمل على حل معضلة البطالة وفتح باب الأمل في غذ أفضل أمام شباب هذه الأقاليم.
بعد ذلك تناول الكلمة الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، معبرا عن سعادته بالحضور الحاشد والمكثف لمناضلات ومناضلي الحزب وساكنة إقليم بوجدور في هذا اللقاء الهام الذي يندرج ضمن الجولة التواصلية التي يقوم بها حزب الاستقلال بالأقاليم الجنوبية للمملكة، التي انطلقت من مدينة العيون، والتي شهدت تجمعا جماهيريا حاشدا برهن بقوة عن ثقة ساكنة هذه الأقاليم بحزب الاستقلال ومنتخبيه وتشبثهم بوطنهم، مرورا بلقاء السمارة الذي شكل فرصة لتجديد الثقة ومواصلة النضال من أجل مغربية الصحراء، واليوم ببوجدور المدينة الاستقلالية الحقة، والتي كانت وستظل كذلك بفضل عمل مناضلي ومنتخبي الحزب والتصاقهم بهموم المواطنات والمواطنين.
وعبر الأخ الأمين العام عن تهنئته للعائلة الاستقلالية بإقليم بوجدور على وفائها لمبادئ وتوابث الحزب والتي تتمثل في الإسلام دين الوسطية والاعتدال، الوحدة الترابية، والملكية الدستورية، وكذلك وفائهم للمشروع المجتمعي للحزب المتمثل في التعادلية الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف إلى ضمان تكافئ الفرص لكل المواطنات والمواطنين، وتوفير وسائل الارتقاء الاجتماعي والعيش الكريم لكل المغاربة على حد سواء.
وسجل الأخ نزار بركة أن هذه الجولة التواصلية التي تقوم بها قيادة الحزب بالأقاليم الجنوبية للمملكة، تأتي في ظرف خاص، نظرا لتزامنها ومناقشة ملف الصحراء المغربية بمجلس الأمن، بالإضافة إلى تقديم الأمين العام للأمم المتحدة لتقرير مؤخرا حول الملف، يؤكد من خلاله على معطى جديد لم يتم الإشارة إليه من قبل وهو أن الحل ممكن وقريب لقضية الصحراء، مبرزا أن الحل الوحيد والنهائي لهذا النزاع المفتعل هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كحل سياسي واقعي وعملي مستدام لهذه القضية.
وجدد الأخ الأمين العام التذكير بالعناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال تنزيل نموذج تنموي جديد خاص بهذه الأقاليم، وهو النموذج الوحيد التي تم فيه إشراك كل المواطنات والمواطنين من خلال جلسات الانصات التي قام بها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حيث ساهمت الساكنة في بلورة هذا التصور من خلال التعبير عن انتظاراتها وانشغالاتها الملحة، مسجلا تعبئة جلالة الملك لـ80 مليار درهم في هذا الإطار، من بينها 76 مليار درهم تم تخصيصها لجهة العيون الساقية الحمراء، مؤكدا أنه بعد ثلاث سنوات على تنزيل هذا النموذج، وصلت نسبة إنجاز المشاريع المبرمجة بجهة العيون الساقية الحمراء إلى 74 في المائة بفضل العمل الذي تقوم به المجالس الجماعية والمجالس الإقليمية.
وأكد الأخ نزار بركة أنه من بين منجزات النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية التي بدأت تتحقق على أرض الواقع، الطريق الوطنية الرابطة ما بين العيون وبوجدور التي تمت توسعتها، بالإضافة إلى محطة للكهرباء خاصة بالطاقة الشمسية، وتحلية المياه بهدف توفير الماء الصالح للشرب وغيرها من المنجزات، بالإضافة إلى العديد من المشاريع التنموية الكبرى في مجال الفلاحة والصيد البحري، والصناعة وخاصة الصناعة الغذائية، وتثمين سلاسل الانتاج خصوص بالنسبة للإبل، والسياحة، والتجهيزات التحتية التي سيتم تنزيلها تدريجيا لضمان تحقيق النتائج المرجوة منها.
لكن رغم المجهودات والتجهيزات والاستثمارات العمومية المنجزة والمبرمجة، يقول الأخ الأمين العام أن الأقاليم الجنوبية للمملكة لا تزال تعاني من تفاقن إشكالية التشغيل، حيث تصل نسبة البطالة بجهة العيون الساقية الحمراء إلى 19 في المائة، في حين أن هذه النسبة تنخفض على الصعيد الوطني حيث تبلغ 9 في المائة، مؤكدا على ضرورة تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة في إطار النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية لحل هذا الإشكال، ومن بينها تسريع استفادة أبناء الأقاليم الجنوبية من الأراضي الفلاحية بمنطقة "الجريفات"، حيث تمت تعبئة ألف هكتار مجهزة لمنحها للفلاحين من أجل خلق فرص شغل، إلى جانب المطالبة بتسريع تنزيل قرى الصيد البحري ببوجدور، وتطوير المحطات الصناعية بها.
وأكد الأخ نزار بركة أن حزب الاستقلال يقدم العديد من المقترحات من أجل خلق فرص شغل جديدة بهذه الأقاليم، تهم على الخصوص إحداث نظام جهوي للتشغيل، لفتح المجال لتشغيل الشباب في إطار الجهوية المتقدمة، وإعطاء أولوية تنزيل المشاريع المبرمجة في إطار النموذج التنموي الجديد للمقاولات الصغرى والمتوسطة بالأقاليم الجنوبية، إما بطريقة مباشرة أو عن طريق المناولة، لخلق نسيج اقتصادي قوي بالنسبة لهذه الأقاليم الجنوبية يتيح إمكانيات خلق فرص الشغل، إلى جانب فتح المجال في إطار الصفقات العمومية للتعاونيات، وإعطاء الأولوية لتعاونيات الأقاليم الجنوبية التي لابد من دعمها ومواكبتها، إضافة إلى تطوير التكوين والتكوين المهني، لتوفير الطاقات والإمكانيات اللازمة وتقوية القدرات، خصوصا أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تتوفر على طاقات بشرية هامة يجب استغلالها وتوفير فرص الشغل لها وتحفيزها على المبادرة وتيسير سبل ارتقائها الاجتماعي.
وأشار الأخ الأمين العام إلى أن حزب الاستقلال اختار الاصطفاف في المعارضة، لعجز الحكومة عن الوفاء بالتزاماتها وتهربها من مسؤوليتها في خدمة المواطنات والمواطنين وضمان كرامتهم، مبرزا أن الحكومة قطعت وعدا على نفسها بخلق مليون و200 ألف منصب شغل إلى حدود سنة 2021، لكنها أخلفت الموعد مع المغاربة ونقضت وعدها لهم، حيث مرت ثلاث سنوات على هذا الوعد، وإلى يومنا هذا لم تستطع الحكومة خلق سوى 200 ألف منصب شغل عوض 900 ألف منصب التي كان من المفروض أن تحققها إلى حدود سنة 2019، مرجعا السبب في ذلك لبطء أدائها وترددها وارتجاليتها في تفعيل أوراش الإصلاح الملحة التي سبق لجلالة الملك أن أعطى إنطلاقتها، فضلا عن عدم إنصاتها لهموم المواطنين، وعدم تفعيلها للتوجيهات الملكية مما استفحل معه هدر زمن الإصلاح وتفويت فرص التنمية على بلادنا، وتلاشي منسوب الثقة، ناهيك عن انشغالها بصراعات مكوناتها وتصدعها المزمن ودخولها في سباق انتخابي سابق لأوانه يدفع ثمنه المواطنات والمواطنين.
وأكد الأخ نزار بركة أن الصراعات المزمنة للحكومة تخلق أجواء الانتظارية والترقب، كما تجعل بلادنا تعيش حالة "البلوكاج"، في الوقت الذي تحتاج فيه بلادنا للتنمية والشغل والتغطية الصحية والتقاعد للجميع، ولهذا قرر حزب الاستقلال مطالبة السيد رئيس الحكومة بتفعيل الفصل 103 من الدستور، لمعرفة هل هذه الحكومة لا زالت تتوفر على أغلبية أم لا، وتتملك القدرة على تطبيق الاصلاحات الكبرى الضرورية التي يطالب جلالة الملك بتنفيذها، بالإضافة إلى معرفة مدى قدرتها على تحسين ظروف عيش المواطنين والمواطنات، وتوفير فرص الشغل للشباب وتمكين النساء من فرص تحقيق ذواتهن وتبوؤ المكانة اللائقة بهن في المجتمع وتحسين وضعيتهن، وتوفير العيش الكريم لكافة شرائح المجتمع المغربي.
وأكد الأخ الأمين العام أن بلادنا تمر بظروف دقيقة، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي تعرفها دول الجوار، وفي مقابل ذلك تنعم بلادنا بالاستقرار، وترسيخ دعائم الديمقراطية، بالإضافة إلى توفر أقاليمنا الجنوبية على نموذج تنموي جديد خاص بها بدأ تنزيله على أرض الواقع وبدأ معه المواطنات والمواطنين باستشعار تأثيره على حياتهم المعيشية، مشددا على أن بلادنا بحاجة ماسة إلى الجدية في القول والفعل، والإرادة وإيقاف إضاعة الزمن الإصلاحي، والاشتغال من أجل تحقيق التنمية المنشودة، مبرزا أن حزب الاستقلال من خلال قيادته وبرلمانييه وأطره ومنتخبيه ومناضلاته ومناضليه سيظل معبئا ومدافعا عن مصالح الوطن والمواطنين.