أكد الأخ نور الدين مضيان عضو اللجنة التنفيذية للحزب، ورئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، أن الحكومة خدلت الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ولم تكن في مستوى العناية السامية لجلالة الملك محمد السادس بأبناء الوطن في المهجر، وهو التقييم العام لعمل الحكومة في عدد كبير من السياسات العمومية.
وقال الأخ مضيان في لقاء تواصلي لوفد استقلالي هام جمعه بمجموعة من الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين المغاربة المقيمين بالديار الفرنسية يوم السبت 27 أبريل 2019 بمدينة تولوز، أن الحكومة الحالية التي يمتد عمرها السياسي أكثر من ثمان سنوات، كرست للأسف الشديدة سياسات عقيمة اتجاه أبناء الوطن في المهجر، بالاقتصار على تدبير كلاسيكي لموسم العودة خلال كل صيف، في الوقت الذي أهدرت فيه فرصا كبيرة للتنمية عبر استثمار طاقات عظمى لأبناء الجالية المغربية سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي.
وأبرز الأخ نور الدين مضيان أن ست ملايين من الكفاءات المغربية بالخارج استطاعت أن تجيب بشكل قوي على تجاهل الحكومة لها، بتقلد مناصب مهمة في المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية وخاصة بأوروبا، وهو ما ينبغي أن يكون فخرا لكل الشعب المغربي.
واعتبر الأخ مضيان أن الخبرات التي تتوفر في كفاءات الجالية المغربية المقيمة بالخارج تصطدم دائما بقصور رؤية الحكومة وهيمنة البيروقراطية الإدارية، التي دعا جلالة الملك في مجموعة من خطبه السامية إلى ضرورة إصلاحها باستعجال كبير.
وطالب الأخ نور الدين مضيان الحكومة بنهج الإنصات الجيد والممأسس لهموم وتطلعات المغاربة المقيمين بالخارج، وخاصة الذين قرروا خوض تجربة الاستثمار ونقل التجارب الرائدة للوطن، والتي كان بإمكانها الإسهام في تحقيق نقط نمو إضافية ما دامت الحكومة تعاني في تحقيق ما وعدت به في المجال التنموي والاقتصادي في برنامجها الحكومي.
الأخ مضيان اعتبر أن مدخل استثمار الطاقات المغربية المقيمة بالخارج يمر حصرا عبر مدخل تكريس الخيار الديموقراطي وتمكين ستة ملايين من مغاربة العالم من حقهم الدستوري في المشاركة السياسية المباشرة وخاصة ولوج البرلمان، مؤكدا أنه وبالرغم من حرص جلالة الملك على التواصل مع أبناء الجالية المغربية وتخصيص قطاعات وزارية ومؤسسات دستورية دائمة للاهتمام بشؤونهم، فإن الحكومة لم توفق في التقاط الاشارة الملكية، كما رفضت بغرابة مقترحا للفريق الاستقلالي بتخصيص 60 مقعدا في البرلمان، للجالية المغربية، عبر تغيير القانون التنظيمي لمجلس النواب، وهو الرقم الذي يتناسب وعددها.
ودعا الأخ نور الدين مضيان الحكومة إلى امتلاك الشجاعة لتحويل شعاراتها الرنانة اتجاه أبناء الوطن في المهجر إلى قرارات حكومية ملموسة، وخاصة فيما يتعلق بضمان تمثيلية عادلة لهم في مجلس النواب، وفي عدد من المؤسسات الاستشارية ومؤسسات الحكامة، والتي رفضت أيضا الأغلبية الحكومية تعديلات الفريق الاستقلالي بشأنها .
كما طالب الأخ مضيان أبناء الجالية المغربية الى الانخراط المكثف في الأحزاب الوطنية وعلى رأسها حزب الاستقلال، بإعتباره الحزب الذي كان دائما منبرا صادقا للتعبير عن همومهم وانشغالاتهم حيث كان حزب الاستقلال أول حزب يرشح عضو من الجالية المغربية بالبرلمان سنة 1984، بالإضافة إلى تنصيص قانونه الأساسي على تمثيليتهم في كافة المؤسسات الحزبية، منتقدا ضعف الحكومة في تمكين أبناء المهجر من لغاتهم الدستورية وخاصة الجيلين الأخيرين، اسوة بالحكومات التي تحترم دستورها ولغتها الأم.
وختم الأخ نور مضيان كلمته بدعوة الحكومة إلى فتح باب المسؤوليات أمام أبناء الوطن في المهجر أسوة بإخوانهم في الوطن وعلى أساس المبادئ الدستورية المنظمة وخاصة الاستحقاق والكفاءة والمساواة، معتبرا أن الوقت قد حان ليسمع أبناء الجالية صوتهم في مجالس وطنهم الدستورية.
وتجدر الإشارة إلى كل من الأخوين محمد سعود عضو اللجنة التنفيذية للحزب والمكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، وعبد اللطيف معزوز عضو اللجنة المركزية للحزب ورئيس رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين، شاركا في تأطير هذا اللقاء التواصلي الهام إلى جانب الأخ نور الدين مضيان، كما تم توج هذا اللقاء بانتخاب مكتب لرابطة الاقتصاديين الاستقلاليين بفرنسا.