شهدت مدينة إمزورن حدثا بارزا يوم السبت 10 مارس 2018، بمناسبة المؤتمر المحلي لتجديد فرع حزب الاستقلال، فقد تحول اجتماع تنظيمي إلى تجمع حاشد، ترأسه الأخ نورالدين مضيان عضو اللجنة التنفيذية ورئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، إلى جانب البرلمانية الاستقلالية رفيعة المنصوري والمفتش الإقليمي للحزب أحمد مضيان، بحضورعدة شخصيات من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومناضلات ومناضلي الحزب بمهد حراك الريف، حيث مر هذا المؤتمر في أجواء من النقاش المسؤول والمستفيض حول جل القضايا الوطنية الراهنة، وما يعيشه الحزب من دينامية تنظيمية وتواصلية هامة على المستوى المحلي والجهوي والوطني
وقد تم افتتاح أشغال هذا المؤتمر، الذي احتضنه المركب السوسيو ثقافي بمدينة إمزورن، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح جميع الاستقلاليين الذين التحقوا بالرفيق الأعلى خلال الفترة الأخيرة، و بعد ذلك تناول الكلمة الأخ أحمد مضيان المفتش الإقليمي للحزب، موضحا أن هذا المؤتمر يندرج في إطار الدينامية التنظيمية الجديدة التي يعرفها حزب الاستقلال بعد مؤتمره العام السابع عشر، حيث إن تجديد الفرع المحلي بإمزورن يأتي في سياق إعادة تجديد هياكل الحزب بالإقليم، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال سيظل شامخا في منطقة الريف، لأنه ظل مدافعا عن مواطنيها، ولأن المناضلين الاستقلاليين ينهجون سياسة القرب، وينصتون لهموم المواطنين ويدافعون عن تنمية المنطقة وإخراجها من حالة التهميش والعزلة .
وأكد المفتش الإقليمي أن حزب الاستقلال يتابع بقلق كبير الظرفية الصعبة التي تعيشها منطقة الريف بشكل عام، ومدينة الحسيمة و إمزورن على وجه الخصوص، والتي عرفت اعتقالات شملت نشطاءها الاحتجاجات الاجتماعية، و الزج بهم في السجون ظلما وعدوانا إلى جانب مداهمات عشوائية للمنازل من طرف القوات العمومية .
وبعد ذلك تدخل الأخ نورالدين مضيان، متحدثا عن الأوضاع المتأزمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، والتي كانت سببا مباشر في اندلاع الاحتجاجات الاجتماعية السلمية، والتي كانت مطالبها الأساس توفير العيش الكريم للمواطنين عبر خلق فرص الشغل وتحسين الخدمات العمومية في قطاعات الصحة والتعليم والسكن وغيرها، مبرزا أن هذه المطالب كانت تفرض إعمال المقاربة الاقتصادية والاجتماعية وليس المقاربة الأمنية والزيادة في منسوب الاحتقان الاجتماعي وتهديد الأمن والاستقرار.
وأبرز الأخ نورالدين مضيان أن حزب الاستقلال طالب في عدة مناسبات من داخل البرلمان وخارجه دعا إلى الإسراع بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث الاجتماعية والاستجابة للمطالب المشروعة، حيث إن المقاربة الاقتصادية وتوفير العيش الكريم للمواطنين هي السبيل الوحيد لإنهاء حالة الاحتقان، وأن المقاربة الأمنية التي اعتمدتها أجهزة الدولة ضد المحتجين كانت لها نتائج معكوسة إذ تفاقمت الأوضاع وتعمقت الجراح في نفوس المواطنين، مؤكدا أن أقاليم الريف في حاجة إلى مصالحة سياسية واقتصادية واجتماعية لإيقاف النزيف وإرجاع الثقة والطمأنينة للمواطنين، داعيا إلى العمل من أجل الكشف عن جميع الحقائق المتعلقة بأحداث الريف لسنة 1958 / 1959، والقطع مع المغالطات والأكاذيب بخصوص هذه المرحلة وطي صفحة الماضي الأليم .
وأوضح الأخ مضيان أن المؤتمر المحلي بإمزرون محطة تنظيمية مهمة في مسيرة الحزب، ورهانها الأساسي هو انخراط كافة أطر وكفاءات، ومناضلي ومناضلات الحزب بمدينة إمزورن في عمل دؤوب قصد تقوية الإشعاع التنظيمي لحزب الاستقلال وتجديد النخب داخله على مستوى المحلي والإقليمي والجهوي، والنضال إلى جانب المواطنين من أجل خدمتهم وتحقيق تطلعاتهم و انشغالاتهم ومطالبهم.
وأكد الأخ نور الدين مضيان أن المغرب في حاجة الى جيل جديد من الإصلاحات وخلق نموذج تنموي جديد، يأخذ بعين الاعتبار الخصاص الكبير الذي تعاني منها المناطق النائية ومنها منطقة الريف، موضحا أن النماذج السابقة لم تلب الحاجات الضرورية والأساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المرجوة، منبها إلى المعيقات والاكراهات والتحديات التي لازالت تعيق المفهوم الجديد للتنمية وخصوصا في بعدها الاجتماعي، حيث إن هناك مشكل البطالة في صفوف الشباب وغياب فرص الشغل ومشكل الصحة، معتبرا أنه في غياب تدابير عاجلة وآنية سيبقى هناك مغرب نافع وأخر غير نافع.
وشدد الأخ مضيان على ضرورة تقوية العمل الإشعاعي للحزب إلى جانب تقوية العمل التنظيمي، من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة المتفاعلة مع الانشغالات الاقتصادية والاجتماعية لسكان إقليم الحسيمة الذين عاشوا حراك اجتماعيا ينذر بأزمة عميقة وهشاشة مزمنة، مسجلا استعداد الفريق الاستقلالي بمجلس النواب لتبني الملفات المطلبية للسكان والترافع بشأنها واقتراح الحلول الموضوعية لها.