الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بسلا يحتفي بالمناضل والنقابي الفقيد بنعاشر بنغموش

أشرف الأستاذ شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال والأستاذ عزيز هيلالي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والمنسق الجهوي للحزب بإقليمي سلا والقنيطرة والأستاذ محمد لعبيد أمين مال الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعضو مكتبه التنفيذي وعبد الإلاه السيبة الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بسلا ومفتش الحزب الأستاذ محمد توفيق بن عمر إلى جانب أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وكتاب فروع الحزب بتابريكت وحصين وثلة من أطر الحزب وأعضاء المجلس الوطني المباراة النهائية للدورة الثانية لدورة الفقيد بنعاشر بنغموش في كرة القدم المصغرة تخليداً للذكرى 75 لانتفاضة 29 يناير 1944 بسلا والتي أعقبت تقديم وثيقة الاستقلال في 11 يناير 1944.

وشارك في هذا الدوري مجموعة من الفرق المنتمية للمكاتب النقابية المحلية للاتحاد العام للشغالين بسلا وقد أسفر الدوري على فوز فريق المكتب النقابي للبنك الشعبي.
وقد اقترن الدوري بحدث الاحتفاء والتكريم للمناضل والنقابي الفقيد بنعاشر بنغموش، حيث التأم الحاضرون في قاعة المحاضرات المجاورة للقاعة المغطاة للمركز الاجتماعي التربوي والثقافي والرياضي بئر أنزران بالقرية لمراسيم حفل التكريم.

و تدخل الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بسلا الأستاذ عبد الإلاه السيبة الذي استعرض أسباب ودواعي اختيار النقابي والمناضل الفقيد بنعاشر بنغموش لتكريمه هذه السنة بالنظر لمساره النقابي الطويل ودوره البطولي في تأسيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، حيث يعتبر الفقيد من النقابيين الأوائل في تنظيمات الاتحاد المغربي للشغل، وقد كلفه نشاطه النقابي أول عهده بالوظيفة قرار نقل تعسفي انتقامي من وزارة العدل التي التحق بها كاتبا للضبط بمحكمة سلا، بهدف إبعاده عن مدينته والحد من قوة حضوره النقابي والحيلولة دون جهوده لتأسيس أول نقابة لموظفي العدل بالمغرب، ولكنه تحدى الدسائس الإدارية وواصل كفاحه النقابي والسياسي وكان ضمن لجنة اليقظة بإشراف لجنة الأربعة عشر التي انتفضت ضد انحراف قادة الاتحاد المغربي للشغل وعملت على تأسيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في مارس 1960.

وأعطيت الكلمة للأستاذ هيلالي عضو اللجنة التنفيذية للحزب لينقل تحيات السيد الأمين العام للحزب إلى كافة الحضور الكريم وليحيي الاتحاد العام للشغالين على هذه المبادرة النضالية الشجاعة في تكريم أحد رجالات الحركة الوطنية والنقابية في نفس الوقت وأن يقرن هذا التكريم بحدث انتفاضة سلا المجاهدة في 29 يناير 1944 لتأييد ودعم وثيقة المطالبة بالاستقلال لـ11 يناير 1944، وهو اقتران يعبر عن الوفاء لجيل الرواد ومناسبة للترحم على الشهداء منهم ولكن كذلك لتجديد العهد والالتزام بمواصلة معركة الاستقلال والديمقراطية، وأضاف الأستاذ هيلالي، إن تكريم المناضل والنقابي العصامي بنعاشر بنغموش أحد رموز معركة الاستقلال يوضح بجلاء إصرار جيل اليوم على أن معركة الديمقراطية والتنمية المستدامة تحتاج منكم إلى نماذج حية لمناضلين أجلاء تأخذون منهم العبرة والزاد والمعرفة لتعبئوا الأطر الجديدة بما يسمح بمواصلة المعركة بإصرار أكبر وانخراط أوسع، لقد كان الفقيد رحمة الله عليه، في طليعة مظاهرات التنديد بالمستعمر وتحدي عساكره وأسلحته وتهديداته في انتفاضة 29 يناير 1944، حيث لم يتخلف الشاب بنعاشر آنذاك ذو الخمسة عشرة ربيعا عن الموعد مسجلا انخرطا تاما وكاملا في معركة لن تحط أوزارها طيلة ما تبقى من عمره القصير الذي لم يذخر خلاله جهداً ولم يضع وقتا لتأكيد شخصيته المناضلة المتميزة، حيث ربط الفقيد العمل النقابي بالعمل السياسي، ولم يشغله أداؤه ومهامه المتعددة بالنقابة عن ممارسة العمل السياسي عبر انخراطه الكامل في مؤسسات الحزب المحلية وعن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية.

لقد كان المرحوم الحاج بنعاشر بنغموش نموذج الاستقلالي العصامي الذي انتقل من حرفة النجارة التي أتقنها وأبدع فيها إلى موقع وظيفي بكتابة الضبط في المحكمة الابتدائية بسلا يستشيره بكل ثقة المحامون والقضاة مطمئنين لسعة معرفته بالقانون واحتكاكه بالمجتمع وقضاياه، فلم يكن من طبقة الموظفين التقليديين لأنه كان عاشقا للمجتمع منخرطا في الدفاع عن قضاياه سياسيا ونقابيا واجتماعيا وفي سبيل ذلك لم تكن عنده حدود أو حواجز، كان رحمه الله صاحب رسالة سعى إلى تبليغها ما استطاع إلى ذلك سبيلا إلى أن لقي ربه راضيا مرضيا عن عمر لا يتجاوز 53 سنة، و  نستحضر في هذه الأجواء ابنه المناضل الفقيد أنس بنغموش مفتش الحزب الأسبق و رمز الجيل الجديد الذي أبلى البلاء الحسن من أجل إعطاء صورة جديدة للمناضل الاستقلالي المتشبع بالفكر العلالي و المؤطر لجيله و حلقة الوصل بين مختلف الأجيال. 

ومن جهة أخرى، وفي مداخلة الأستاذ شيبة ماء العينين عضو اللجنة التنفيذية للحزب ورئيس المجلس الوطني، أكد على حسن اختيار الشخصية التي نكرمها اليوم وهو الفقيد بنعاشر بنغموش لما يمثله من رمزية المناضل السياسي والنقابي الملتزم بقضايا الشغيلة والوطن على حد سواء، وفي مجال العمل النقابي الآني، أشار الأستاذ شيبة عن الكفاح اليومي الذي يخوضه الاتحاد العام للشغالين بالمغرب للدفاع عن قضايا ومشاكل ومعاناة الطبقة العاملة سواء في القطاع الخاص أو العام، وعن مختلف محطات المواجهة مع الحكومة في شأن استئناف الحوار الاجتماعي بمختلف مكوناته. حوار اجتماعي مسؤول ومنصف وممؤسس، إلا أن الآذان الغير منصتة للحكومة تجعل هذا الأمر يتأرجح في الزمان في وقت تعاني فيه الطبقة العاملة من ضعف القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار ومضاعفات تحرير أسعار المحروقات وتجميد الأجور والتضييق على الحريات النقابية وانسداد أفق التفاعل مع انتظارات الشغيلة المغربية.

ويضيف الأستاذ شيبة أننا نفتخر بالاتحاد العام للشغالين بالمغرب كأحد أعمدة العمل النقابي بالمغرب بمواقفه الثابتة لنصرة قضايا الموظفين والعمال على السواء وكذلك روحه الوطنية العالية التي لا تقبل المزايدة ولا المساومة.

وفي محطة أخيرة قدم السيد محمد لعبيد باسم الأستاذ النعمة ميارة رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ذرع التكريم لحرم الفقيد بنعاشر بنغموش السيدة الفاضلة خديجة بليماني والتي تقدمت باسم الأسرة بأحر التشكرات للاتحاد العام للشغالين بالمغرب على هذه المبادرة وكذلك جددت التزامها على وضع بيت الفقيد كما كان دائما أحد مقرات الحزب والنقابة.

وفي الختام تم تسليم كأس الدورة للفريق الفائز بالدورة الثانية لدورية كرة القدم المصغرة: دوري الفقيد بنعاشر بنغموش إلى فريق المكتب النقابي للاتحاد العام للشغالين بالبنك الشعبي وكذلك الجوائز والميداليات لأحسن لاعب وأحسن هداف وأحسن حارس مرمى واللاعب المثالي.