بقلوب خاشعة وأفئدة مكلومة ومؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقى حزب الاستقلال ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير نبأ وفاة المشمول برحمة الله المناضل الاستقلالي الكبير الحاج محمد العيساوي المسطاسي، أحد أبناء المغرب البررة، ورمز من رموز المقاومة المغربية، وهو آخر الأحياء الموقعين على عريضة الاستقلال، عن عمر يناهز التاسعة والتسعين سنة، وذلك يوم الخميس 9 نونبر 2017. وستقام مراسيم جنازة الفقيد، يوم الجمعة 10 نونبر 2017 بعد صلاة الظهر بمسجد الأنوار، قبل ان يوارى جثمانه بمقبرة سيدي مسعود قدماء المحاربين.
وبهذا المصاب الجلل، يتقدم الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال باسمه الشخصي ونيابة عن جميع الاستقلاليات والاستقلاليين بأحر التعازي وأصدق المواساة للأسرة الكريمة للفقيد، راجيا من الله جل جلاله أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وينعم على أهله بالصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد كان الفقيد المقاوم محمد العيساوي المسطاسي، الذي ظل وفيا للمبادئ التي ناضل من أجلها حزب الاستقلال، أصغر من وقع على وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 رفقة 65 مقاوما وسياسيا آخر بينهم امرأة واحدة، حيث وقع على الوثيقة وعمره حينها لا يتجاوز 26 عاما .
وولد الفقيد عام 1918 بمدينة مكناس. وتلقى تعليمه الأولي بالمدرسة الناصرية، حيث كان يُدَرِّس بها المختار السوسي وعلال الفاسي وإبراهيم الكتاني ..
وتشرب المرحوم المسطاسي معاني الوطنية داخل أسرته المحافظة، وتقوى أكثر في المدرسة بفضل أساتذة علماء وطنيين بارزين على المستوى المغربي والعربي.والتحق بصفوف الحركة الوطنية عام 1934. وكانت انتفاضة بوفكران ضد المستعمر الفرنسي ،عقب محاولته تحويل مجرى مياه واد بوفكران إلى ضيعات المستعمرين في فاتح سبتمبر 1937 الوقود الذي أذكى الحماس في صفوف الشباب، ومنهم الفقيد محمد العيساوي المسطاسي، الذي سخر حياته للدفاع عن وطنه .وكان مكلفا بالاهتمام بالتعليم الحر للمدارس الوطنية، التي كانت تقدم دروسا في الروح الوطنية وتعليم القيم الإسلامية.
واعتقل وسجن عام 1952 بمكناس، ثم نفي بعد ذلك إلى الرباط ونقل إلى سجون مدن عديدة منها كلميم وقلعة مكونة وأغبالو، حيث قضى ثلاث سنوات وراء القضبان، ونال حريته في يوليوز 1955 قبيل نيل المغرب استقلاله، وتحرره من الاستعمار الفرنسي سنة 1956.
رحم الله الفقيد العزيز، وأنعم عليه بالجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..