بقلم الأخ شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال
الله اكبر،
"كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام" (صدق الله العظيم)
تحل الليلة الثالثة لرحيل أخينا المرحوم الشريف (حسن الشرقاوي) مدير المركز العام للحزب في هذه الأيام البيض من شهر شعبان الفضيل عند الله،
ونظرالدقة هذا الظرف الذي تعرفه بلادنا،كغيرها من دول العالم الذي يحول ،مع الاسف، دون ان نتمكن جميعا،نحن أصدقاؤه ورفاقه في المسار النضالي الحزبي وغيرنا من اصدقائه ا تبادل التعازي مباشرة، ومشاركة أسرة الفقيد وكل الاستقلاليين مشاعر المواساة والقيام بواجب العزاء المشترك، لاننا نتقاسم جميعا الشعور والقناعة الصادقةباننا قدودعنا في المرحوم (حسن الشرقاوي،) "،الذي لم نتمكن عمليا" من القاءالنظرة الأخيرة عليه، اخا للجميع،ومناضلا مخلصا و وطنيا صادقا، عرف بدماثة الاخلاق والقدرة على التحمل، والصبر والثبات على المبادئ التي تربى عليها في بيت أسرته العريقة وخاصة على يد والده المجاهد (الحاج محمد الشرقاوي) رحمه الله،أالذي كان احد الماهدين البارزين الذين اسسوا حزب الاستقلال الموقعين على وثيقة المطالبةبالاستقلال، وكان، هذا اامجاهد،في مقدمة الرواد الذين أدركوا اهمية دور التعليم الحر في النضال الوطني وصيانة الهوية المغربية.
لقد كان المرحوم (حسن الشرقاوي) خريج هذه المدرسة الوطنية التي تشرب روحها، وطبعت سلوكه النضالي الدائم ،وتجلت في علاقاته الطيبة على الدوام مع المنا ضلين في تنظيمات الحزب وهياكله ومنظمات الموازية وهيئاته وروابط المهنية،سواء حينما كان مناضلا عاديا أو لما تحمل المسؤوليات التنظيمية التي تدرج فيها بروح نضالية عالية، الشيء الذي يشهد له به كل من جايلوه أو واكبوا نشاطاته في مختلف التنظيمات الحزبية وخاصة في الشبيبة الاستقلالية،أو فروع الحزب بالرباط أو المجلس الاقليمي، أو لما تحمل مسؤولية التفتيش بهذه المدينة الهامة، علاوة على عضويته في المجلس الوطني واللجنة المركزية لعدة مرات،إلى أن تحمل مسؤولية مدير ية المركز العام التي تحملها بروح نضالية عالية، حيث ابان عن قدرة على التحمل والصبر أمام مواقف وتجاذبات لم تكن في بعض المحطات عادية او سهلةوتتطلب قدرا كبيرا من الحكمة والصبر والحرص على التوازنات في التعامل حتى مع من لا يشاطرهم الراي من اجل جمع الشمل حفاظا على مصلحة الحزب، وبذلك ظل على الدوام محط ثقة قيادة الحزب وقواعده طيلة مساره النضالي، إلى ان لقي ربه محط تقدير من جميع المناضلين الذين خسروافيه أحد رجالات الحزب الأوفياء.
وخارج الإطار الحزبي كان رحمه الله محترما في مجالات العمل المهني الذي مارسه في العديد من القطاعات الهامة، وتحمل فيه مسؤوليات عليا، الشيء الذي مكنه من مراكمة خبرات غنية ومهارات متعددة.
وكان رحمه الله على مستوى عال من القدرة على التواصل مع مختلف شرائح ساكنة مدينة الرباط على اختلاف انتماءاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية، فحظي بثقة ناخبي هذه المدينة التي كان رحمه الله غيورا عليها، فانتخب عضوا في مجلسها البلدي وكان محط تقدير حتى المنافسين السياسيين نظرا لما عرف به من نزاهة واستقامة وصلابة الإرادة وعزة نفس، وكان خلقه بقربه من الجميع لان هاجسه كان هو العمل من أجل كل المواطنين بدون تمييز، وبذلك كان نموذج المنتخب الاستقلالي المناضل الجدير بالثقة.
لقد فقد حزبنا في المرحوم (حسن الشرقاوي) أحد رجالاتنه المخلصين الذين وشموا حضورهم المتميز في ذاكرة من عايشوهم خلال مسارهم النضالي الذي سيظل جديرا بالتقدير وفاء لما اعطوا للحزب من مجهوداتهم وفكرهم ووقتهم.
رحم الله فقيدنا حسن الشرقاوي المناضل الأصيل الذي سيظل الغائب الحاضر رغم رحيله عنا، والهم أسرته الصغيرة والكبيرة وكل عارفي قدره جميل الصبر وحسن العزاء،
وإنا لله وإنا إليه راجعون.