في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي حرمتنا ككثير من مواطينينا الذين فقدوا اعزاء عليهم رحم الله الجميع من الوداع الاخير لاخينا المشمول بعفو الله الحسن الشرقاوي رحمه الله ، وهي الظروف نفسها التي لازالت تمنعنا من الالتقاء لاحياء اربعينية هذا المناضل الصادق الوفي لحزبه ووطنه ، ولتوابث هذه الامة العظيمة ، وذلك ليس بغريب عنه وهو الذي تربى في احضان الوطنية الصافية النبع من خلال جهاد والده رحمه الله الحاج احمد الشرقاوي الى جانب رفقاء الدرب في معارك تحرير الوطن من الاستعمار ، تم مرحلة بناء الاستقلال ، لذلك كان الحسن الشرقاوي مناضلا وفي لانه من صلب مجاهد اوفى رحمهما الله جميعا ، وجميع من رحلوا عنا من المناضلات والمناضلين الافداد .
اليوم وفي ذكرى مرور اربعين يوما على وفاتك اخي العزيز ، نستحضر كل لحظات الانسانية الرفيعة التي شملت بها كل من عرفك ، نستحضر ابتسامتك المعهودة ، وطرائفك المستمرة ، كما نستحضر خصالك في الحرص على التجميع ووحدة صف الحزب بكل مكوناته ، ونستحضر صرامتك في المواقف حينما يتطلب الامر ذلك وبالجرأة الضرورية ، كما نستحضر حرصك على اداء مهامك التي تحملتها سواء في صفوف الحزب او في مسارك المهني بمختلف القطاعات التي مررت بها ، او على مستوى العمل الجماعي كمنتخب سواء على مستوى مدبنة الرباط كنائب للعمدة او عضويتك بمجلس مقاطعة حسان ، ويستمر شريط الاستحضار الطويل لمسار معزز بعطاء متواصل سواء حينما كنت احد الطلبة الاستقلاليين بالاتحاد السوفياتي ، او حين عودتك في محيطك الحزبي المحلي والاقليمي بمدينة الرباط الى ان تحملت مسؤولية مفتش الحزب بالرباط في ظرف صعب جدا ، واستطعت رفقة اخوانك بمجموع فروع الرباط ومكتبها الاقليمي ان تحقق طفرة تنظيمية كبيرة حملت لها شعارا انذاك " مفتشية الرباط يجب ان تكون تنظيميا كبقية المدن الاخرى غير متأثرة بوجودها في محيط المركز العام للحزب الذي تعتبر مهامه وطنية ، وان على مناضلينا ان يلتزموا بالتسلسل التنظيمي حسب قوانين الحزب ، واذكر كيف كنت ترفض باستمرار ان يحسب على مدينة الرباط اعضاء في مؤسسات الحزب يقطنون مناطق اخرى ، لانها كانت تشكل نقطة احراج حقيقية لمدينة الرباط ، وكنت حريصا على ان تكون هذه الاسماء من مناضلينا في لائحة خاصة ، لانها تؤثر كثيرا على مؤسسات الحزب الاقليمية التي تتطلب حضورا بالصفة ، وتتطلب نصابا قانونيا ، وهي المطالب التي لاتزال قائمة الى اليوم ، او اعضاء يشتغلون بالرباط لكن ارتباطاتهم التنظيمية وترشيحاتهم مرتبطة بمناطق اخرى .
اتذكر حينما قرر الحزب ترشيحك للانتخابات التشريعية باحدى دوائر يعقوب المنصور انذاك ، في مواجهة وزير المالية في تلك المرحلة السيد الرغاي ، وكيف كانت الحملة شرسة ونحن ندرك ان السلطة انذاك توفر كل الدعم للمرشح الحكومي بما فيها السيارات الرسمية للدولة ، كما كنا ندرك ان التزوير سيكون حاضرا بقوة ومع ذلك تحملت وخضت الحملة الانتخابية بشجاعة نادرة رفقة مناضلات ومناضلي يعقوب المنصور انذاك ، مراحل نضالية مكنتك من ان تصبح من قياديي منظمة الشبيبة الاستقلالية وعضو مكتبها المركزي ، وكان من اهم خصالك انك اخترت طريق المثل القائل " ليس الفتى من يقول كان ابي انما الفتى من يقول هاأنذا " وفعلا اتبث استحقاقك بجهدك وتضحياتك وبقربك من كل المناضلات والمناضلين ، ميزتك انك تدافع عن قناعاتك ولاتحقد ، ميزتك ان عملت ليرتبط المناضلات والمناضلين بقيم ومبادئ الحزب ، وان تكون رابطتهم قوية بالحزب اساسا وليس باشخاص داخل الحزب ، كنت تتمتع بنزاهة الفكر والتقييم ، لايهمك اختلافك مع هذا اوذاك بقدر مايهمك قيمة العطاء التي يمكن ان يقدمها هذا اوذاك ، بهذه الخصال اجمع عليك اخواتك واخوانك لتكون رئيسا مميزا لهم في رابطة المهندسين الاستقلاليين التي كانت سندا قويا لتجارب الحزب الحكومية كغيرها من روابط الحزب المهنية وتنظيماته وهيئاته ، مسار تعزز بالثقة فيك لتكون مديرا للمركز العام للحزب بعد وفاة المشمول بعفو الله الاخ عبد السلام الوزاني رحمه الله ، وهي المسؤولية التي قدمت فيها الكثير ، ومارستها باقتدار رغم المحطات الصعبة التي عرفها الحزب ، والتي كنت فيها ربانا بارعا في سلامة السفينة ومن جنود الخفاء الاساسيين في استقرار مسار سفينة حزبنا رغم قوة الامواج المتلاطمة احيانا .
اخي الحسن الشرقاوي
يصعب علي كما على غيري ان يوفيك حقك كاملا في مسار غني جدا بالمحطات التي كنت فيها رجل التوازنات ، الرجل الاستقلالي " الخاثر " المتزن كما يقال ، ليس هناك منا من لم يسمع منك يوما عبارة " وخلاص عليا " وانت تحاول تهدئته او ترطيب خاطر او تليين موقف من اجل ان يبقى الحزب موحدا ، كنت طيبا في اخلاقك مع الجميع ، تسعى الى تقديم المساعدة بكل مااوتيت من قوة ، وبذلك احترمك خصومك قبل اخوانك واخواتك .
ستظل حيا فينا ماحيينا مثلما هم احياء فينا الكثير من اخوانك واخواتك الذين رحلوا عنا ، رحمك الله ، ورحمهم جميعا ، واسكنكم جميعا فسيح جناته ، وانا لله وانا اليه راجعون.
بقلم الأخ علال مهنين
عضو المكتب الاقليمي للحزب بالرباط عضو اللجنة المركزية للحزب