ترأس الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم الجمعة 13 أبريل 2018، بالمركز الوطني الكشفي عبد الكريم فلوس بالمعمورة، بمعية الأخ الحاج محمد أفيلال القائد العام لمنظمة الكشاف المغربي، فعاليات حفل اختتام الدورة الرابعة والأربعين للقاء الماهد الأكبر دورة المرحوم المجاهد أبوبكر القادري، وذلك تحت شعار "الديمقراطية، التعادلية والمواطنة أساس التنمية الاجتماعية".
دورة المجاهد المرحوم أبو بكر القادري
وألقى الأخ نزار بركة كلمة بالمناسبة، عبر فيها عن سعادته الغامرة بمشاركة منظمة الكشاف المغربي اختتام فعاليات ملتقى الماهد الأكبر الكشفي في دورته الرابعة والأربعين، مبلغا رواد المنظمة تحيات أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، مؤكدا أن اختيار منظمة الكشاف المغربي لشعار هذه الدورة ينم عن حس وطني صادق وتمسك بالقيم والمبادئ التي كافح من أجلها الرواد الأفذاذ أمثال الزعيم علال الفاسي والمجاهد المرحوم أبو بكر القادري.
وقال الأخ الأمين العام إن إطلاق اسم المجاهد الكبير المرحوم أبو بكر القادري على هذه الدورة هو مصدر فخر واعتزاز، وعربون وفاء لما كان يمثله هذا الزعيم الوطني الفذ من قيم الصدق والتضحية ونكران الذات والوفاء للثوابت والمقدسات، وتقديرا لمواقفه الوطنية الخالدة وتضحياته البطولية والتاريخية برفقة رفيق الكفاح الوطني الصادق في سبيل الحرية والاستقلال، زعيم التحرير المرحوم علال الفاسي.
وسجل الأخ نزار بركة أن هذه الدورة تكتسي صبغة خاصة، فهي تتزامن مع الهبة الوطنية الكبرى التي تعرفها بلادنا بخصوص الوحدة الترابية والسيادة الوطنية، وذلك في ظل تطورات خطيرة تستهدف المس بسيادة بلادنا ووحدتها الترابية، والتي تمثلت في قيام "البوليساريو" بمحاولات نقل بعض المراكز والبنيات المدنية والعسكرية من مخيمات تندوف إلى المناطق العازلة بشرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض.
الرفض المطلق لمناورات البوليساريو
وأبرز الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال بادر انطلاقا من مسؤوليته التاريخية والوطنية، وتجسيدا لروح الإجماع الوطني حول السيادة الوطنية ووحدة التراب الوطني، إلى الإعلان عن انشغاله العميق بهذه التطورات الخطيرة ورفضه المطلق لمناورات البوليساريو باعتبارها أعمالا عدوانية مهددة للوحدة الترابية للمملكة وخرقا سافرا للاتفاقيات العسكرية ولوقف إطلاق النار، كما دعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التعامل بحزم وبجدية ومسؤولية مع التصرفات الاستفزازية للبوليساريو وعدم التساهل معها واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإجبارها على الانسحاب من المنطقة ضمانا للأمن والاستقرار بها.
وأشار الأخ نزار بركة إلى أن حزب الاستقلال خلال لقاء العيون الأخير أشهر اللاءات الصارمة والحازمة التي يتقاسمها الشعب المغربي قاطبة، الرافضة لأي تطاول على الأراضي المغربية بما فيها تغيير الوضع القانوني والتاريخي لما يسمى بالمنطقة العازلة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التقطيع الترابي الوطني، والرافضة كذلك لأي تحريف أو تشويش على مسار تسوية هذا النزاع المفتعل خارج الإطار الأممي، والرافضة أيضا لأي تحريف في مسار المفاوضات يعفي الجارة الجزائر من مسؤوليتها في إيجاد حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.
تنزيل الجهوية المتقدمة بالأقاليم الجنوبية
وأضاف الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال دعا إلى إعطاء الصدارة للأقاليم الجنوبية في تنزيل الجهوية المتقدمة والتسريع بذلك في أفق منح الحكم الذاتي لهذه الأقاليم، كما أكد على تعبئته الشاملة لحزب وراء جلالة الملك من أجل التصدي الحازم لمناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة دفاعا عن سيادة الوطن وضمانا لوحدة أراضيه.
ودعا الأخ نزار بركة منظمة الكشاف المغربي إلى الانخراط الكامل في التعبئة والتعريف بالقضية الوطنية، تقوية للجبهة الداخلية وتعزيزا للإجماع الوطني، ونشر هذه التعبئة على نطاق واسع بين صفوفها وفي مختلف فروعها وتنظيماتها، وفي لقاءاتها ومنتدياتها للتعريف بالقضية الوطنية وبتطور مسارها وقوة وصلابة الإجماع الوطني حولها وأبعاد المؤامرات التي تحاك ضدها وتأطير الكشافة ومختلف القيادات في هذه المرحلة الحاسمة من تطور ملف قضية الوحدة الترابية للمملكة.
وأكد الأخ الأمين العام أن منظمة الكشاف المغربي بوطنيتها الصادقة وأهدافها النبيلة التي نهلتها من رواد الحركة الوطنية والرعيل الأول من المؤسسين ستتفاعل بجدية ومسؤولية مع هبة الشعب المغربي قاطبة دفاعا عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي المغربية.
انخراط منظمة الكشاف المغربي في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى
واستحضر الأخ نزار بركة بكل فخر واعتزاز تنظيم منظمة الكشاف المغربي لقافلتها سنة 2011 من الرباط إلى العيون تحت شعار "المغرب في صحرائه: مسيرة كشفية لأزيد من 350 من القيادات الكشفية" وفاء لروح الزعيم علال الفاسي واحتفالا بالذكرى 36 للقاء الماهد الأكبر، مسجلا أن تلك القافلة كانت جسرا للتواصل وصلة الرحم بين شباب شمال المغرب وجنوبه في مسيرة كشفية مليئة بمضامين الوطنية والتشبث بالوحدة الترابية وفي إطار من الالتزام بفكر الزعيم علال الفاسي الذي لطالما أكد على أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها.
وأوضح الأخ الأمين العام أن الحركة الكشفية تلعب أدوارا طلائعية في تربية الناشئة على المواطنة الصالحة واستنهاض همم الشباب والمواطنات والمواطنين من أجل بناء مجتمع متقدم ومزدهر، مبرزا أن العمل الكشفي يمتد إلى مختلف الجوانب المرتبطة بالإنسان، إذ يهم التربية والتكوين والتثقيف والترفيه والعمل الاجتماعي والخيري والتطوعي بالإضافة إلى العمل السياسي النبيل.
كما ذكر الأخ نزار بركة بأن حزب الاستقلال من منطلق اهتمامه المبكر بمختلف القضايا التي تهم المجتمع كالتوعية السياسية والعمل الاجتماعي والعمل الثقافي والديني والروحي، حرص على جعل العمل الكشفي جزءا أساسيا في دائرة اهتماماته ودعامة هامة في برنامج عمله، وكان العمل الكشفي مشتل تكوين الوطنيين والأطر والمثقفين والمقاومين وأعضاء جيش التحرير أثناء الكفاح الوطني.
المنظمة مدرسة للتأطير والتطوع والوطنية
وأشار الأخ الأمين العام إلى أن ميلاد منظمة الكشاف المغربي نهاية الستينات كان إيذانا بقوة دفع كبرى للحركة الكشفية ببلادنا مؤهلة في ذلك بمبادئها وأطرها وأهدافها ومختلف وسائل عملها التربوية والتكوينية والتأطيرية، معبرا عن اعتزازه بمواقفها الوطنية الصادقة باعتبارها مدرسة للتأطير والتطوع والوطنية.
كما سجل الأخ نزار بركة مساهمة منظمة الكشاف المغربي بفعالية في التربية الروحية والدينية وعملت على ترسيخ قيم إسلام التسامح والتضامن والوسطية والاعتدال والدفاع على مصالح المواطنات والمواطنين، مستحضرا مساهمتها القوية في التربية الوطنية وترسيخ ثوابت الأمة، حيث يتعلم الكشاف وهو جرموز إلى أن يصبح كهلا معاني التشبث بالوطن وبرموزه السيادية ضمن الشعار الخالد، الله الوطن الملك.
واعتبر الأخ الأمين العام أن منظمة الكشاف المغربي بصمت ولاتزال على تاريخ حافل من البذل والعطاء لتحقيق الأهداف النبيلة للحركة الكشفية وخدمة المصالح العليا للبلاد ولناشئتها، وستظل على الدوام مدرسة للتربية على الأخلاق والمواطنة والتنشئة الاجتماعية وتكوين وإعداد الفرد ليكون فاعلا منتجا مساهما في تنمية بلده وخدمة مجتمعه، مؤكدا أنها مدعوة إلى المساهمة الفاعلة في مسيرة محاربة الأمية الرقمية لتقليص الهوة داخل المجتمع وإعداد المواطنات والمواطنين لمواجهة تحديات العولمة وتطور تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمعرفة الرقمية.
فضاء للتخييم والنزهة والتكوين التربوي والفكري
وأكد الأخ نزار بركة أن ملتقى المعمورة بالرغم مما يوحي به في الظاهر بكونه فضاء للتخييم والنزهة في كل عطلة ربيعية، فهو يمتلك من المقومات والشروط التربوية والفكرية والمناهج والتكوينات ما يؤهله ليرتقي إلى مستوى الجامعة بمواصفات الجودة التي تفتقد إليها برامج رسمية ترعاها قطاعات حكومية تتوفر على ما يكفي من الموارد والإمكانيات.
وأضاف الأخ الأمين العام أن بلوغ الدورة الرابعة والأربعون للماهد الأكبر هو دليل على احترافية كبيرة في التعامل مع قضايا الشباب بأسلوب كشفي راقي ومنظم ومسؤول يؤطره الوفاء للرواد من صانعي مجد وتاريخ حافل ومشرق ينير للأجيال معالم الطريق لمواجهة تحديات وعوارض الزمن بكل ثقة وإصرار على تبليغ الرسالة النبيلة للحركة الكشفية، مؤكدا أنقيادة حزب الاستقلال واعية تمام الوعي بمدى العمل الكبير الذي تقوم به منظمة الكشاف المغربي وستحرص على مواكبة أنشطتها ومساندة برامجها وإيلائها كل ما تستحقه من عناية واهتمام.
وأبرز الأخ نزار بركة أن حزب الاستقلال ومنظمة الكشاف المغربي يتقاسمان نفس الإصرار على مواصلة أدوار التأطير والمساهمة في التنمية ومعنيان معا بمواصلة جهودهما لخدمة مصالح المواطنات والمواطنين وتنزيل المشروع المجتمعي التعادلي بما يحقق العزة والكرامة للمواطنين والمواطنات، ويوفر شروط الحياة الكريمة لهم، وذلك تفاعلا وانخراطا في الدينامية الإصلاحية الجديدة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في عدد من الأوراش الاستراتيجية ولاسيما فيما يتعلق بمراجعة النموذج التنموي للبلاد وبلورة سياسة مندمجة للشباب.
وختم الأخ الأمين العام كلمته، معتبرا أن تخليد منظمة الكشاف المغربي الذكرى الرابعة والأربعون للقاء الماهد الأكبر هو تجديد للعهد ووفاء للمبادئ والقيم الوطنية النبيلة، معتبرا أن المنظمة حققت منذ تأسيسها قيمة مضافة في العمل الكشفي ومثلت مدرسة رائدة في التكوين والتأطير، مبرزا أن حزب الاستقلال سيواصل معكم جهودكم الصادقة والمخلصة لخدمة الصالح العام.