أكد الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، أن استمرار المنحى التنازلي لمعدل النمو الاقتصادي في المغرب خلال الولاية الحكومية الحالية إلى ما دون 3 في المائة، في الوقت الذي كان فيه هذا المعدل في السابق يصل إلى 5 في المائة، ترتبت عنه العديد من الاشكاليات العميقة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وفي مقدمتها ارتفاع معدلات البطالة، والهجرة إلى الخارج سواء السرية أو في صفوف الأطر والكفاءات، وسيطرة الإحباط و عدم الثقة في السياسات العمومية من لدن فئة واسعة من المجتمع.
وأوضح الأخ نزار بركة خلال استضافته من لدن المؤسسة الديبلوماسية مرفوقا بالأخ رحال مكاوي عضو اللجنة التنفيذية المكلف بالعلاقات الخارجية للحزب، يوم الخميس 19 شتنبر 2019 بالرباط، في لقاء جمعه بأزيد من 40 من السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب وممثلي بعض المنظمات الدولية، أن الحكومة مطالبة بالإسراع بوضع قواعد وأسس النموذج التنموي الجديد الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس في العديد من المناسبات، بعدما بلغ النموذج الحالي مداه.
وفي هذا السياق، أبرز الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال يعتبر أن بلوغ أهداف هذا النموذج يقتضي إحداث قطيعة مع الكثير من الممارسات، عبر الانتقال من مجتمع مبني على الوساطة واقتصاد الريع إلى مجتمع يسود فيه القانون على الجميع، والتنافسية الحقيقية، والحكامة الجيدة، والانسجام المجتمعي، بالإضافة إلى وضع إصلاحات شاملة وذات وقع حقيقي على العيش اليومي للمواطنين، وبما يحقق التوزيع الحقيقي للثروات، والعدالة الترابية، مع ضرورة ايلاء العنصر البشري المزيد من الاهتمام حتى تحقق البرامج القطاعية كامل أهدافها.
وسجل الأخ نزار بركة أن خروج حزب الاستقلال إلى المعارضة سنة 2013 كان بعدما تبين أن الحكومة تأخرت كثيرا في تنفيذ العديد من الإصلاحات الكبرى في البلاد، واشتغالها بمنطق يغيب عنه الانسجام، مستحضرا في ذات الآن الطفرة التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية المغربية، وذلك بفضل العناية الملكية بعدما خصها بمجموعة من البرامج الاستراتيجية التي بدأت تعطي أكلها على أرض الواقع، وفي مقدمتها النموذج التنموي الجديد الخاص بهذه الأقاليم.
وأضاف الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال استطاع خلال الاستحقاقات الانتخابات الأخيرة أن يبصم على حضور قوي هناك، بعدما تمكن من ترؤس جهتين، وعدد من المجالس الترابية، حيث يقوم منتخبوه بمجهود جبار لتنمية هذه الأقاليم، مستذكرا التجمع الحاشد الأخير لمناضلي حزب الاستقلال بساحة المشور بمدينة العيون، والذي حضره أزيد من 57 ألف شخص، بما يؤكد أولا تمسكهم بمغربيتهم، وثانيا اعتزازهم بالانتماء لحزب عريق دافع عن استقلال البلاد ووحدة أراضيها.
وجدد الأخ نزار بركة الرغبة الأكيدة للمغرب لتجاوز كل المعيقات التي تحول دون عودة الروح للوحدة المغاربية بين بلدانها الخمس، لما في ذلك من خير على شعوبها واقتصادها ومواجهة التحديات المستقبلية المشتركة وفي مقدمتها التبادل الحر بين الدول الإفريقية، مسجلا بأسف كبير فقدان البلدان المغاربية، حسب مجموعة من الدراسات، لنسب تتراوح ما بين 1.5 و 2 في المائة من الناتج الخام كنتيجة عكسية لغياب الاندماج و التعاون الاقتصادي المغاربي، زيادة عن ضياع ما يقارب 16 في المائة من فرص التشغيل في كل بلد .
وأبرز عبد العاطي حابك رئيس المؤسسة الديبلوماسية أن اختيار موضوع "المعارضة ودورها السياسي في بلورة العمل الديمقراطي، حزب الاستقلال والنموذج الجديد للتنمية" لهذا اللقاء الهدف منه إبراز المكانة الهامة التي تحتلها المعارضة ضمن العمل السياسي بالمغرب، وما تمارسه من صلاحيات موسعة، وفقا لأحكام الدستور الذي ينص في فصله العاشر على ضمان حرية الرأي والتعبير والاجتماع للمعارضة، كما يضمن لها المساهمة الفعالة في الديبلوماسية البرلمانية، وكذلك مكانة تخول لهاحقوقا من شأنها تمكينها من النهوض بمهامها على الوجه الأكمل في العمل البرلماني والحياة السياسية.