تطبيقا لأحكام الفصل 100 من الدستور في فقرته الثالثة والمواد 278 الى 283 من النظام الداخلي لمجلس النواب عقد هذا الاخير يوم 24 يونيو 2019 جلسته الشهرية العمومية المخصصة للأسئلة الموجهة لرئيس الحكومة المتعلقة بالسياسات العمومية، وقد تميزت بالمشاركة المهمة للفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية حيث تساءل في المحاور التي تهم وضعية الجالية المغربية،وتفعيل ميثاق اللاتمركز الاداري، ومخططات تنمية المناطق المعزولة...
في بداية تعقيبه على جواب رئيس الحكومة، شدد الأخ عمر حجيرة على أهمية بعض المبادرات التي اتخذتها الدولة عبر عدة سنوات في التعامل مع قضايا مغاربة العالم وعلى رأسها الحرص الملكي السامي والعناية التي يوليها جلالته لتلك الفئة المهمة من المغاربة، كما ثمن باسم الفريق الاستقلالي مجهودات كل المتدخلين في عمليات العبور، مشيرا ايضا إلى أن عدد مغاربة العالم يصل الى خمسة ملايين نسمة نصفهم ولد خارج المغرب ويمثلون 14% من الساكنة ويتوزعون على أكثر من مائة دولة عبر العالم، ويعتبرون خزانا قويا للموارد البشرية في مختلف الميادين، وتصل تحويلاتهم السنوية من العملة الى ما يقارب 70 مليار درهم، وهي الودائع البنكية التي تساهم في تحريك الاقتصاد الوطني، وتمثل 20% من نسبة الودائع في الابناك الوطنية، إضافة الى دورهم في تنشيط الجانب السياحي الداخلي بنسب مهمة..
ومن جهة أخرى شدد الأخ حجيرة على أهمية التصاق مغاربة العالم بوطنهم الأم، حيث تسجل عودة نصفهم الى أرض الوطن بصفة مستمرة، مطالبا بالعمل على استقطاب الأفراد الذين لا يزورون بلدهم الأم وتحفيزهم على الزيارة خاصة الأجيال الجديدة من الشباب.
ووقف الأخ حجيرة عند مجموعة من المعطيات المقلقة التي يتطلب الأمر معالجتها، ومنها تراجع تحويلات مغاربة العالم في حدود 3% الى غاية ابريل المنصرم، وكذا إشكالية الحفاظ على الهوية اللغوية والدينية الحقيقية، حيث يجد مغاربة العالم صعوبة في تربية أبنائهم وهو ما يتطلب من الحكومة ببلورة استراتيجية مندمجة للتجاوب مع انتظارات الجيلين الثالث والرابع من مغاربة العالم ما يساعد على توطيد علاقتهم بوطنهم الأم، كما دق ناقوس الخطر بخصوص هجرة كفاءات مغربية مؤخرا منهم 8000 إطار و 1200 رجل أعمال و600 مهندس و 630 طبيب غادروا المغرب سنة 2018 وفق احصائيات المنظمة العالمية للهجرة.
وتقدم الاخ حجيرة باسم الفريق الاستقلالي بمقترحات ومنها وضع استراتيجية واضحة المعالم لمغاربة الخارج تناقش خارج ضغوطات موسم العودة الصيفية حتى لا تختزل مشاكلهم في نقاط العبور بل على طول السنة وتناقش فيه جميع الاشكاليات المرتبطة بالعودة وتسهيل المساطر الادارية حتى لا يقضون عطلهم داخل أروقة الادارات وتعميم رقمنة الادارات وإعداد دليل إداري قبل عودتهم كنوع من التواصل الحديث، ومن جهة أخرى طالب بمناقشة موضوع مشاركة مغاربة العالم في الحياة السياسية بعيدا أيضا عن ضغوطات الاعداد للقوانين الانتخابية والانطلاق من الان نظرا لما يحتاجه الامر من معالجة المعطيات التقنية واللوجستيكية وحتى لا يتم تأجيل مشاركتهم الى محطة مقبلة، كما طالب بضرورة وضع تصور جديد يسعى الى تشجيع عودة مغاربة الخارج عبر بوابة الاستثمار من خلال تسهيل المساطر ومنحهم تحفيزات ضريبية، كما دعى الى تسهيل عملية تفتيشهم بنقاط العبور من خلال مرة واحدة عوض ما يقع حاليا، مبرزا أن مغاربة العالم يجب أن يصبحوا أحد مكونات النموذج التنموي الجديد الذي دعا جلالة الملك الى صياغته ودمجهم في العملية التنموية والتعامل معهم كمواطنين وليسوا مهاجرين.