أكد الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، في لقاء تواصلي جمعه بمناضلات ومناضلي ومنتخبي الحزب وساكنة إقليم العرائش، مساء أمس الأحد 7 نونبر 2021 بمدينة العرائش، أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة، حمل رسائل قوية لكل من يهمهم الأمر، وهي الرسائل التي لها أهمية قصوى بالنسبة لحاضر ومستقبل بلادنا.
وأجمل الأخ الأمين العام هذه الرسائل في 4 رسائل أساسية، أولها مرتبط بأن المغرب لا يتفاوض حول مغربية الصحراء، أما الرسالة الثانية فتتعلق بأن الممثلين الحقيقيين والشرعيين لساكنة أقاليم وجهات الصحراء، هم المنتخبين عبر صناديق الاقتراع، معبرا عن اعتزازه وافتخاره بأن أغلب هؤلاء المنتخبين ينتمون لحزب الاستقلال، بالإضافة إلى رئيسي الجهتين الذي سيساهمان في المفاوضات أو الموائد المستديرة للمرة الثانية.
أما بخصوص الرسالة الثالثة التي حملها الخطاب الملكي، اعتبر الأخ نزار بركة أن لها مغزى قوي والتي أكد من خلالها جلالة الملك على أن لا تعاون اقتصادي مع أي شريك لا يدرج الصحراء المغربية ضمن هذه الاتفاقات، والتي تعني أنه ابتداء من اليوم كل شركاء المغرب إن أرادوا الاشتغال معه اقتصاديا، فهم عمليا يجب أن يعترفو بمغربية الصحراء وبكيفية آخرى يجب أن يدعموا مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وفيما يتعلق بالرسالة الرابعة للخطاب الملكي السامي، أكد الأخ الأمين العام أنها مرتبطة بالمغرب وما يتمناه للشعوب المغاربية من تقدم وازهار وتنمية في ظل الوحدة والاستقرار، مشيرا إلى أن جلالة الملك من خلال هذه الرسالة أبرز رؤية المغرب التي تنحاز إلى السلم والازدهار بالمنطقة.
ومن جهة آخرى، سجل الأخ الأمين العام أن التحول الأساسي الذي تعرفه قضية وحدتنا الترابية، هو أن أرضية النقاش التي ستنطلق منها المفاوضات أو الموائد المستديرة برعاية أممية بخصوص هذا النزاع المفتعل، هي مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، إلى جانب أن المنتظم الدولي ملزم اليوم بالاختيار بين طرحين الأول يتبناه المغرب بشعار عريض هو الازدهار والخير والاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة، وطرح ثاني تتبناه الجزائر عنوانه "الحرب" وإغراق المنطقة في دوامة التوتر والفوضى واللااستقرار.
ومن أجل فهم حملة التصعيد والادعاء والعداء التي تنتهجها الجزائر تجاه المغرب، أبرز الأخ نزار بركة أن حكام الجزائر بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء وإنهاء حالة "الستاتيكو" التي كان يعيشها هذا الملف المفتعل، وبعد استيعابهم بأن الحل الوحيد المتبقي في إطار العملية السياسية الأممية لحل هذا النزاع المفتعل هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، أصبحوا ينتهجون أسلوب تخويف وإرهاب المنتظم الدولي من خلال التلويح بحرب مرتقبة، وذلك بغية إرجاع هذا الملف إلى الوضع الذي كان عليه في القرن الماضي وإعادة الحديث عن منطق (الاستفتاء حول تقرير المصير بالنسبة لما يسمى الشعب الصحراوي).
كما تطرق الأخ الأمين العام لفرص التنمية الضائعة التي كان بإمكان دول الاتحاد المغاربي الاستفادة منها، معتبرا أن فتح الحدود بين المغرب والجزائر فقط، كفيل بزيادة نقطتين إضافيتين في الدخل القومي لكل دول الاتحاد المغاربي، إلى جانب تحقيق زيادة تقدر ب17 في المائة سنويا في فرص الشغل المحدثة، لكن عوض ذلك حكام الجزائر للأسف الشديد يشنون حرب باردة ضد المغرب ويريدون أن يسقطوا المنطقة في منطق الصراع.
واعتبر الأخ نزار بركة أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه السامي، كان موقفه صارما بخصوص أن بلادنا ليست مستعدة للانتظار 40 سنة آخرى، وإضاعة مصير أجيال آخرى، وعلى المنتظم الدولي أن يفهم بأن المغرب يريد حلا اليوم لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وأن يفهم بأنه إذا أراد السلم والازدهار في المنطقة فالحل الوحيد هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وعرج الأخ الأمين العام في كلمته لما حمله النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي تحققت منه أكثر من 80 في المائة، من استثمارات وبنيات تحتية ضخمة ومشاريع كبرى أنجزت وأخرى في طور الإنجاز في أقاليمنا الجنوبية كميناء الداخلة الأطلسي الذي سيكلف 12 مليار درهم، والذي سيكون بمثابة رافعة للتنمية بالنسبة لبلادنا وباقي شعوب المنطقة، وقاطرة للعمق الإفريقي للمغرب.
وأكد الأخ نزار بركة أن اللقاء الذي جمعه بمناضلات ومناضلي ومنتخبي الحزب وساكنة إقليم العرائش، جاء في ظرف تاريخي خاص يتطلب من حزب الاستقلال وكافة مكوناته وجميع القوى الحية، التعبئة في إطار جبهة داخلية قوية ومتماسكة لمواجهة كل هذه التحديات.