من موقع معركة وادي المخازن، ترأس الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم الجمعة 2 غشت 2019 بالمركز الثقافي لجماعة السواكن بإقليم العرائش، مهرجانا خطابيا حاشدا تخليدا للذكرى 441 لمعركة وادي المخازن المجيدة التي جسدت أروع صور الصمود والتضحية من أجل الدفاع عن عزة وكرامة ووحدة الوطن، وذلك تحت شعار "معركة وادي المخازن، استثمار لأجل التنمية".
وعرف هذا اللقاء الوطني الكبير، حضور عدد من الإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، إلى جانب الأخ عبد الواحد الفاسي نجل الزعيم علال الفاسي، ومفتشي الحزب وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الوطني للحزب وممثلي تنظيماته ومؤسساته الموازية وروابطه المهنية، وممثلي فعاليات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الحضور الهام لمناضلي ومناضلات الحزب وعموم المواطنين الذين حجوا من مختلف أقاليم وجهات المملكة.
وعرف هذا اللقاء الوطني الكبير، حضور عدد من الإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، إلى جانب الأخ عبد الواحد الفاسي نجل الزعيم علال الفاسي، ومفتشي الحزب وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الوطني للحزب وممثلي تنظيماته ومؤسساته الموازية وروابطه المهنية، وممثلي فعاليات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الحضور الهام لمناضلي ومناضلات الحزب وعموم المواطنين الذين حجوا من مختلف أقاليم وجهات المملكة.
وتميز المهرجان الخطابي بالكلمة التي ألقاها الأخ نزار بركة بالمناسبة، والتي سبقها إلقاء النشيد الوطني ونشيد الحزب، إلى جانب تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، بالإضافة إلى الكلمة الترحيبية للأخ حسن عامر المفتش الإقليمي للحزب، وكلمة الأخ محمد سعود المنسق الجهوي للحزب.
وتناول الأخ نزار بركة الكلمة، ناقلا في مستهلها تحيات الأخ الأستاذ عباس الفاسي الأمين العام السابق للحزب الذي كان بوده أن يشارك هذا الجمع المبارك في تخليد ملحمة تاريخية عظيمة في تاريخ بلادنا، والحضور بين ساكنة جماعة السواكن بالنظر لما يكنه لها من مشاعر المودة والمحبة والتقدير والاحترام، غير أن خضوعه لعملية جراحية والتزامه بفترة نقاهة، تعذر معها حضوره ومشاركته في العديد من الأنشطة الرسمية واللقاءات الجماهيرية ومنها هذا اللقاء الوطني الكبير.
كما أعرب الأخ الأمين العام عن سعادته البالغة بالحضور اليوم لإحياء الذكرى 441 لمعركة وادي المخازن المجيدة والاحتفاء بأبطالها ورموزها الأفذاذ، سيرا على نهج الزعيم الراحل علال الفاسي الذي كان أول الداعين إلى تخليد هذه الملحمة الوطنية الخالدة سنة 1957، فأصبحت واحدة من المناسبات الوطنية الكبرى التي يخلدها المغاربة جيلا بعد جيل.
وأكد الأخ نزار بركة أن معركة وادي المخازن شكلت على الدوام معلمة مضيئة في مسلسل الكفاح الوطني وإعلاء راية الإسلام، ويمثل استذكارها اليوم واسترجاع أجوائها الوطنية الحماسية، استحضارا لمعاني الفخر والاعتزاز بالملاحم الوطنية التاريخية واستلهاما لقيمها الوطنية الحقة وانعاشا للذاكرة التاريخية بكل روافدها ومكوناتها وترسيخا لثقافة الهوية الوطنية وحس المواطنة الإيجابية في صفوف الناشئة والشباب والأجيال الصاعدة لمواجهة التحديات والإسهام في مسيرات البناء والنماء والتحديث التي تعرفها بلادنا على كافة المستويات.
وسجل الأخ الأمين العام أن منطقة السواكن التي احتضنت معركة العزة والكرامة، معركة وادي المخازن، لم تنل حظها من ثمار التنمية وظلت في طي الإهمال والنسيان، داعيا إلى إيلاء هذه المنطقة ما تستحقه من عناية واهتمام لتنال نصيبها من التنمية والإقلاع الاقتصادي والاجتماعي والإشعاع التاريخي والسياحي والثقافي، وتنعم بمقومات العدالة الاجتماعية والمجالية وتوفير الحياة الكريمة للساكنة، وفي ذلك أحسن تكريم لشهداء المعركة والوطن ورسالة أمل وثقة في غد أفضل لساكنة المنطقة وشبابها والأجيال اللاحقة لتتشبع بروح المواطنة والوطنية الصادقة وتطمئن على مستقبل واعد ينتفع منه الجميع.
واعتبر الأخ نزار بركة أن تمكين منطقة السواكن من فرص التنمية يعد هو التكريم الحقيقي الذي ترافع عنه الزعيم علال الفاسي منذ سنة 1957، حيث قال: " إنه لا يكفي لإحياء ذكرى هذه الموقعة أن نعتبر ما أدت إليه أو أن نُكْبر شهداءها الأبرار وأبطالها الأحرار، ولكن خير تذكار نبنيه لهم وللنصر الذي حصلوا عليه هو في إحياء هذه الناحية من وطننا...".
وأبرز الأخ الأمين العام أن عودة الاحتفاء بهذه المحطة المشرقة من تاريخ بلادنا المجيد إلى موقع المعركة ومهدها بالسواكن تعكس مدى الاهتمام الاستقلالي بالمنطقة وساكنتها تقديرا لأدائها البطولي في الدفاع عن حوزة البلاد وصيانة المقومات الدينية والوطنية، مؤكدا أن حزب الاستقلال يسره أن يخلد هذه الذكرى الوطنية الخالدة في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله على عرش أسلافه المنعمين، لما يمثله ذلك من اعتزاز بالملامح التاريخية والوطنية وبكافة المحطات المشرقة في تاريخ المغرب الحديث واعتزاز بالأشواط الهامة التي قطعتها بلادنا في العهد الجديد على درب الإصلاحات الكبرى، المؤسساتية والدستورية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية..
كما أكد الأخ نزار بركة أن بلادنا اليوم في أمس الحاجة لاستعادة روح معركة وادي المخازن بحمولتها التاريخية ورمزيتها الوطنية لاستلهام قيم التضحية والصمود والتعبئة الوطنية المستمرة والتلاحم الوثيق بين العرش والشعب لخدمة الوطن ومواكبة الجهاد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بعزم وثبات لرفعة بلادنا وتبويئها المكانة اللائقة بها بين الأمم.
وذكر الأخ الأمين العام بتفاعل حزب الاستقلال إيجابا مع النفس الإصلاحي الجديد الذي تضمنه خطاب العرش الأخير، في تجاوب مستنير مع حاجيات وانتظارات المواطنات والمواطنين، وإشادته باسم قيادته وتنظيماته ومناضليه بمضامين الخطاب الملكي السامي والتعبير عن اعتزازه بالإنجازات والمكتسبات التي حققتها بلادنا خلال العشرين سنة الماضية منذ تربع جلالته على العرش من جهة، وبما تضمنه من دلالات ورسائل قوية تؤسس لجيل جديد من الإصلاحات تستهدف توطيد المسار الديمقراطي والتنموي ببلادنا وتقوي منسوب الثقة في غد أفضل قوامه ضمان العيش الكريم وتكريس العدالة الاجتماعية والمجالية والنهوض بالطبقة الوسطى وتوسيعها وتوفير أسباب الارتقاء الاجتماعي والتوزيع العادل للخيرات والثروات الوطنية، من جهة أخرى.
كما سجل الأخ نزار بركة أن فعلية النهج الإصلاحي الجديد الذي حدد معالمه الخطاب الملكي السامي تنبني على دعائم أساسية من قبيل تعزيز وتقوية منسوب الثقة، سواء بين المواطنين، أو الثقة في المؤسسات وخصوصا المؤسسات المنتخبة، وتجاوز منطق الانغلاق على الذات والرهان على الانفتاح على الخبرات والتجارب العالمية والمبادرات الاندماجية الكفيلة بانخراط أكبر لبلادنا في الفرص التي تتيحها الديناميات الدولية والقارية والإقليمية، إلى جانب التسريع الاقتصادي وفعالية ونجاعة المؤسسات، لبناء اقتصاد قوي وتنافسي عن طريق مواصلة تحفيز القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمار المنتج وخلق المزيد من فرص الشغل.
مؤكدا على ضرورة العمل على تحقيق الإنصاف الاجتماعي والمجالي لتمكين المواطنات والمواطنين من الاستفادة من ثمار التنمية ومن التوزيع العادل للثروات الوطنية في ظل تكريس العدالة الاجتماعية وإشاعة قيم العمل والمسؤولية والاستحقاق، بالإضافة إلى تقوية الطبقة الوسطى وتوسيعها وتوفير وسائل الارتقاء الاجتماعي خاصة لفئات الشباب والنساء وساكنة المناطق القروية والجبلية وهوامش المدن.
وفي هذا الإطار، جدد الأخ الأمين العام تثمينه لتأكيد جلالة الملك على القطع مع اقتصاد الريع ومع منطق الامتيازات لبناء مجتمع الحقوق كما نص عليها دستور 2011 حتى يتمكن جميع المواطنات والمواطنين من الاستفادة والولوج إليها في إطار من العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، مسجلا بكل اعتزاز القرار الملكي السامي بإحداث لجنة خاصة بالنموذج التنموي الجديد لأجرأة وتسريع التحول نحو ترجمة النموذج المنشود، والتي أكد أن حزب الاستقلال من خلال مساهمته التي أعدها من خلال بلورته لتصوره للنموذج التنموي الجديد ستمثل لاشك إضافة نوعية من شأنها إثراء عمل اللجنة وإغنائه، مثمنا الدعوة الملكية إلى ضرورة توفير جيل جديد من الأطر والكفاءات التي من شأنها السهر على التفعيل السليم والخلاق للإصلاحات الجديدة حتى ينعكس وقعها الإيجابي على كافة المواطنين.
وأبرز الأخ نزار بركة أن المعاني النبيلة لمعركة وادي المخازن لازالت حاضرة وراهنية وتتطلب اليوم في معركة الإصلاحات الجديدة التي حملها الخطاب الملكي السامي، كما تطلبت بالأمس في معارك النضال والكفاح الوطني التلاحم والانخراط الواسع والتعبئة الجماعية لكل مكونات الشعب المغربي لإنجاح الإصلاحات التي دعا إليها جلالة الملك، وذلك عبر تقوية الحس الوطني والتحلي بروح المواطنة الفاعلة واستعادة معاني الإخلاص للوطن وروح الوحدة والتضحية والتضامن ونكران الذات.
وفي هذا السياق، دعا الأخ الأمين العام الحكومة إلى حسن التقاط الرسائل الملكية السامية التي حملها الخطاب الملكي والانكباب دون تلكؤ أو تردد على تفعيل الإصلاحات المعلنة وإجراء قطيعة نهائية مع المناهج والسياسات وأنماط التدبير التي لم تعد قادرة على التجاوب مع انتظارات المواطنات والمواطنين.
وأشار الأخ نزار بركة إلى أن حزب الاستقلال يعتبر أن خطاب العرش بحمولته الإصلاحية يوفر فرصة متجددة ينبغي على الحكومة حسن استغلالها للإسراع في بلورة وإعداد جيل جديد من المشاريع والمخططات القطاعية الكبرى، لتشكل دعامة للنموذج التنموي في صيغته الجديدة، كما قال جلالة الملك، بما يضمن للمغاربة ترجمة النموذج المجتمعي على أرض الواقع ويمكنهم من تحسين عيشهم وتوفير مقومات الكرامة والعدالة الاجتماعية والترابية والتوزيع المنصف للثروات، داعيا إلى أن يسبق ذلك تقييم للاستراتيجيات القطاعية التي تم تطبيقها، من طرف مؤسسات مستقلة ضمانا للتجرد والموضوعية حتى يتسنى للحكومة بناء توجهات جديدة تتماشى مع التحديات المستقبلية وتضمن التنسيق والتجانس فيما بينها من أجل تحسين نجاعتها وفاعليتها.
وعبر الأخ الأمين العام عن التعبئة التامة لحزب الاستقلال وانخراطه المسؤول في الرؤية الملكية الجديدة للإصلاح، وعن تجنده الدائم وراء جلالة الملك دفاعا عن قضية وحدتنا الترابية والإجماع الوطني حول الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية كحل وحيد لتسوية قضية الصحراء المغربية، وفي ظل الثوابت الجامعة للأمة المغربية والهوية الوطنية والإنسية المغربية.
وجدد الأخ نزار بركة تأكيد حزب الاستقلال على تثمين الملاحم الوطنية لبلادنا لما تحمله من معاني الإخلاص والوفاء وفي مقدمتها ملحمة عيد العرش المجيد، داعيا الشباب، بمؤهلاتهم الفكرية والعلمية وطاقاتهم الخلاقة، للمساهمة في أوراش الإصلاح الجديدة وإنجاح المشروع المجتمعي الذي يقوده جلالة الملك، فهم جديرون بالرهان عليهم لكسب معارك التنمية واستشراف آفاق واعدة لمغرب واعد.