يحتضن المركز الدولي للتخييم الهرهورة، فعاليات الجامعة الصيفية لجمعية البناة، والتي تنظمها تحت شعار "جيل رائد، من أجل الوطن" وذلك منذ 26 غشت 2019 إلى غاية 4 شتنبر الجاري، حيث تضمن برنامج الجامعة مجموعة من الأنشطة التربوية والتوعوية والورشات التكوينة واللقاءات المفتوحة المتنوعة، والتي تستهدف المشاركين القادمين من عدد من أقاليم المملكة.
وكان مسك اللقاءات المفتوحة، ذاك الذي جمع المشاركين في هذا المخيم، بالأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، عشية يوم الجمعة 30 غشت 2019 ،بحضور الإخوة رشدي رمزي الكاتب العام لجمعية البناة، و عزيز هيلالي عضو اللجنة التنفيذية للحزب، ويوسف علاكوش المفتش الإقليمي للحزب بتمارة، وعدد من أطر ومناضلي الحزب، والشبيبة الاستقلالية، وجمعية البناة.
وضع الأخ نزار بركة أربعة أصناف لشباب اليوم، أول هذه الأصناف الشباب "المتفرج"والذين يعتبرون أنفسهم غير معنيين بما يجري حولهم من أحداث وقضايا، وكل تفكيرهم يقف عند تحسين ظروفهم المعيشية فقط، ويرون في الهجرة الى الضفة الأخرى حلا مجديا لهم.
أما الفئة الثانية، يقول الأخ الأمين هم "المنفعيون" الذين يبحثون دوما عن اقتناص الفرص، والاصطفاف إلى جانب الفئة الغالبة، عوض الاعتماد على النفس، والثبات على القيم.
وبخصوص الفئة الثالثة من الشباب، فقد حددها الأخ نزار بركة في "المساهمون" أي الذين يعبرون عن آرائهم ويشاركون في التصويت في الانتخابات، ولا يمانعون في الانخراط في العمل الجمعوي والسياسي، اذ تصل نسبة المنخرطين من الشباب في الجمعيات إلى ما بين 10 و 15 في المائة .
فيما الفئة الاخيرة من الشباب، يقول الأخ الأمين العام هم "الفاعلون" الذين ينخرطون و يتفاعلون مع محيطهم، ويساهمون في المبادرات، وفي وضع السياسات العمومية، ويهدفون إلى تطبيقها على أرض الواقع من خلال انخراطهم الفعال في الأحزاب والنقابات، وتمثل هذه النسبة 1 في المائة فقط من الشباب، وهي نسبة ضعيفة جدا مقارنة مع الدول الأخرى.
وانطلاقا من هذه المحددات، قال الأخ نزار بركة إن حزب الاستقلال يراهن دوما على توسيع قاعدة الصنفين الأخيرين ،أي "المساهمون" و"الفاعلون" لبناء دعائم البلاد وتقويتها، وبما يؤدي الى ايجاد حلول ممكنة، وواقعية لمختلف الاشكاليات التي تواجه شباب اليوم والمستقبل، مشددا على أن بلادنا في حاجة اليوم لشباب مطلع على الأمور، ومنخرط بشكل ايجابي في الحياة العامة.
وأكد الأخ الأمين العام أن تحسين أوضاع الشباب واليافعين المغاربة مستقبلا، يعد تحد كبير ينبغي الاشتغال عليه كل حسب مسؤولياته، حتى يتم تجاوز مجموعة من الاشكاليات التي مازالت تطرح نفسها بقوة، وتجعل بلادنا في مراتب متأخرة دوليا، ومن ذلك وجوده في المرتبة 120 عالميا من حيث مؤشر "تنمية الشباب".
وأضاف الأخ نزار بركة أن الأرقام والمؤشرات اليوم تؤكد أن وضعية هذه الفئة تبعث على القلق، ومن ذلك ارتفاع نسبة الهدر المدرسي التي تصل إلى ما يقارب 270 ألف سنويا، وكذلك هو الشأن بالنسبة للبطالة التي تصل إلى 20 في المائة ضمن صفوفهم، وهي النسبة التي ترتفع أكثر في الوسط الحضري إلى 45 في المائة، وكذلك تسجيل وجود 75 في المائة من الشباب واليافعين بدون تغطية صحية.
كما حث الأخ الامين العام الحكومة على إعادة الثقة للمواطنين عبر تنزيل القوانين وتطبيقها على أرض الواقع، والاسراع بتحسين الخدمات الاجتماعية وفي مقدمتها قطاعي الصحة و التعليم والتشغيل،وجعل المواطن في صلب النموذج التنموي الجديد، والتسريع بتفعيل الاستراتيجية المندمجة للشباب، وجعل هذه الفئة في عمق وأهداف السياسات العمومية.